أكد مدير الكهرباء والطاقات المتجددة بوزراة الطاقة والمعادن والماء والبيئة, السيد عبد الرحيم الحافظي, اليوم الثلاثاء بأبوظبي, أن "المغرب يعد من الدول السباقة على مستوى المنطقة الأورومتوسطية التي لجأت إلى انتاج الكهرباء انطلاقا من الطاقة الشمسية". وقال السيد الحافظي في حديث أدلى به لقناتي (العربية) الإخبارية, و(أبوظبي الأولى) على هامش مشاركته في الدورة الثالثة للقمة العالمية لطاقة المستقبل التي تحتضنها أبوظبي ,وبثتاه على التوالي اليوم الثلاثاء ضمن نشرتيهما الاقتصادية,إن "المغرب كان أول بلد أورومتوسطي استعمل التكنولوجيا الشمسية المركزة لإنتاج الكهرباء بالمحطة الحرارية عين بني مطهر , وذلك بقدرة 475 ميغاوات ". وأشار إلى أن " المملكة تزخر بمؤهلات مهمة في مجال الطاقة الشمسية تقدر ب25 ألف ميغاوات من الطاقة الريحية , وما يفوق 5 كيلواط ساعة في المتر المربع في اليوم الواحد , ومدة شمسية تناهز 3000 ساعة في السنة". وأكد السيد الحافظي, أن المغرب بلور استراتيجية طاقية جديدة, نظرا للتقلبات التي تعرفها أسعار الطاقة الأحفورية في الاسواق العالمية, مبرزا أن هذه الاستراتيجية أعطت مكانة خاصة للطاقات المتجددة, بهدف التقليص من تبعيته الطاقية والتي تصل حاليا إلى 97 في المائة. وفي هذا السياق, ذكر المسؤول المغربي بأن جلالة الملك محمد السادس أعطى في ثاني نونبر الماضي إنطلاقة أكبر مشروع لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية على الصعيد العالمي بكلفة إجمالية تصل إلى 9 مليار دولار, وبطاقة تصل إلى 2000 ميغاوات, مما سيمكن من إنتاج ما يناهز 4500 جيغاوات ساعة, وهو ما يعادل الانتاج السنوي لمدينة الدارالبيضاء. وأشار إلى أن هذا المشروع سيمكن من تقليص نسبة الانبعاثات الغازية في الهواء بما يناهز 4 مليون طن سنويا من ثاني أوكسيد الكربون. وأضاف المسؤول المغربي أن هذا المشروع النموذجي والضخم سيساهم , فضلا عن إنتاج الطاقة الكهربائية, في تطوير الصناعات الوطنية التي تدخل في إطار مشاريع الطاقة المتجددة, ونقل التكنولوجيا المتطورة في هذا المجال الحيوي , وإرساء الأسس الضرورية للبحث العلمي والتطبيقي في ميدان الطاقة النظيفة بصفة عامة والمتجددة بصفة خاصة. من جهة أخرى, ذكر السيد الحافظي بأن المغرب, أنشأ سنة 2000 أول محطة ريحية (عبد الخالق الطريس) لإنتاج الكهرباء بمنطقة تطوان, وقام بعد ذلك بتطوير مصادر الطاقة الشمسية ,حيث بلغ معدل الطاقة المنتجة إلى ما يقارب 300 ميغاوات كقدرة منشأة. وأشار إلى أن الممكلة تمكنت, بفضل تطوير مصادر الطاقة الشمسية, من تعميم برنامج الاستفادة من التيار الكهربائي في جميع المناطق القروية, حيث وصلت نسبة تغطية هذه المناطق إلى حدود اليوم إلى 97 في المائة , بعدما كان برنامج الكهربة القروية لا يتعدى 18 في المائة سنة 1996. وشدد على أن لجوء الدول إلى تنويع مصادرها الطاقية وخصوصا المتجددة منها أملته عدة عوامل تتمثل على الخصوص في الحد من إشكالية التغيرات المناخية, وتقليص الانبعاثات الغازية في الهواء. وتتواصل فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل اليوم الثلاثاء بتنظيم سلسلة من اللقاءات الموضوعاتية لبحث إشكالية التغيرات المناخية والحد من الانبعاثات الحرارية , وآفاق استخدام الطاقات البديلة والمتجددة. ويذكر أن الوفد المغربي في هذه القمة يتكون فضلا عن السيد الحافظي من السيدين محمد بن يحيى زنيبر , الكاتب العام لوزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة, وعبد القادر زاوي سفير المغرب المعتمد في أبوظبي.