استعرض السيد عبد الرحيم الحافظي مدير الكهرباء والطاقات المتجددة بوزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، اليوم الأحد بأبوظبي، تجربة المملكة في مجال تنمية الطاقات المتجددة، مبرزا أن المغرب أرسى آليات ناجعة لتطوير هذا المجال الحيوي. وأوضح السيد الحافظي في معرض تدخله خلال أشغال الاجتماع التحضيري الثالث للوكالة الدولية للطاقة المتجددة(أيرينا)، أن هذه الآليات تتمثل في سن ثلاثة قوانين جديدة تهم تنمية الطاقات المتجددة، وتحويل مركز تنمية الطاقات المتجددة إلى وكالة وطنية، وإحداث الوكالة الوطنية للطاقة الشمسية وذلك في إطار تنفيذ السياسة الطاقية التي تمت بلورتها بتوجيهات ملكية سامية. وأضاف أن هذه الآليات تروم تنمية الطاقات المتجددة من خلال النهوض بإنتاج الطاقة انطلاقا من مصادر متجددة، وتفتح آفاقا واسعة في المغرب للاستثمار في القطاع بإقامة منشآت الطاقة الكهربائية واستغلالها بشكل أمثل. وأشار المسؤول المغربي إلى أن مشروع الطاقة الشمسية الذي أطلقه جلالة الملك في 2 نونبر الأخير، باستثمار يقدر بحوالي 9 ملايير دولار، يهدف إلى تحقيق قدرة منشأة من الكهرباء تبلغ 2000 ميغاواط في أفق 2019، في خمسة مواقع بكل من ورزازات وعين بني مطهر وفم الواد وبوجدور وسبخة الطاح، وذلك على مساحة إجمالية تبلغ 10 آلاف هكتار. وأكد أن هذا المشروع سيمكن المغرب من توفير ما يوازي مليون طن من البترول سنويا وتجنب انبعاث 7 ر3 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون، مبرزا في هذا السياق أن نسبة الطاقات المتجددة ستبلغ في أفق 2020 ، نحو 42 في المائة من القدرة الكهربائية المنشأة موزعة على الطاقة الشمسية والريحية والمائية. وذكر السيد الحافظي بأن المغرب أطلق مشاريع طاقية أخرى مثل محطة الطاقة الريحية بطنجة بقدرة إنتاج تصل إلى 140 ميغاواط ، ومحطة طرفاية التي تصل طاقتها الاستيعابية إلى 300 ميغاواط ، وكذا برنامج الطاقة النظيفة الذي يهم إنشاء محطات ريحية للإنتاج الذاتي بقدرة 1000 ميغاواط في أفق 2012 ، بالاضافة إلى المحطة الحرارية الشمسية لعين بني مطهر التي تبلغ قدرتها الإجمالية 472 ميغاواط منها 20 ميغاواط عن طريق الطاقة الشمسية. وشدد على أن جميع هذه المشاريع الطاقية تعكس الإرادة الراسخة للمملكة للمضي قدما في تطوير الطاقات النظيفة لا سيما وأنها تتوفر على إمكانات ومؤهلات هامة في مجال الطاقة المتجددة سواء منها الشمسية أو الريحية أو المائية. ويناقش هذا الاجتماع الذي يشارك فيه، أزيد من 138 مندوب حكومي، برنامج عمل الوكالة الدولية للطاقة المتجددة خلال العام الحالي والإجراءات الكفيلة بتعزيز إستخدامات الطاقة المتجددة والاستعانة بها في مختلف مجالات الحياة وتقليل الإنبعاث الكربونية. كما يبحث الاجتماع الخطوات التي يتعين اتخاذها لتعزيز أنشطة الوكالة خلال عام 2010 وما بعده وتسريع وتوسيع نطاق عملية انتقال الطاقة وتعزيز الاستخدام المستدام لجميع أشكال الطاقة المتجددة، إضافة إلى المصادقة على آلية تمويل مشاريع الوكالة الخاصة بالاستثمار في المشاريع الطاقية، والأولويات المطروحة عليها في مجالات الإبتكار والتكنولوجيا والأبحاث والتطوير والسياسات والتمويل وبناء القدرات. وسيتم خلال الجسلة الختامية لهذا اللقاء، اختيار أعضاء المجلس الأعلى ل"إيرينا" وأعضاء الأمانة العامة، وبحث الخطط التي تعتزم الوكالة تطبيقها من أجل حث الدول على تبني مشاريع الطاقة المتجددة ودعم قدراتها في هذا المجال الحيوي. ويمثل المغرب في هذا الاجتماع، إلى جانب السيد عبد الرحيم الحافظي، السيد عبد القادر زاوي سفير المغرب المعتمد بأبوظبي.