وأخيرا تحققت أحلام الشباب المغربي بالثورة و الانعتاق و التخلص من الاستبداد الذي يعاني منه و ظهرت صور الشباب المغربي "الثائر" على أشهر القنوات العالمية من "س ن ن" ,"سكاي نيوز","الجزيرة".....و على مواقع الفيديو المشهورة و شبكات التواصل الاجتماعي و أصبح اسم المغرب على لسان كل العالم بسبب شبابه الطموح و الذي قاوم و قاوم حتى حقق النصر على القوى الفاسدة و الرجعية. نعم إنه الشباب المغربي, لقد أصبحت لديه ثورته, مع الأسف ليس كما ذكرت في البداية, إنها ثورة القبل في عاصمة المملكة الشريفة على مرأى و مسمع العالم, مجموعة من الشباب "الثائر" اجتمعوا في مقهى قرب البرلمان مقررين أن يعلنوها "ثورة" مدوية, قرروا أن يصنعوا التاريخ و أي تاريخ....أن يصنعوا مغربا جديدا ,مغرب القبل. لقد عللوا احتجاجهم بهذه الطريقة بأنه نوع من أنواع التضامن مع "معتقلي القبلة" في الناظور و هذا حقهم, و لكن ألا يستحق الأطفال في الجبال وقفة تضامن؟ ألا تستحق النسوة التي تعيش في المغرب غير النافع التفاتة تضامن؟ ألا يستحق المطرودون من عملهم و ما اكثرهم التضامن؟ ألا يستحق فقراء هذا البلد تضامنكم أيها الشباب "الثائر"؟ يبدو أنكم نسيتم أو تناسيتم أنه في هذا البلد يوجد أناس يريدون فقط تقبيل قطعة خبز, يحلمون بقبلة "بوش أ بوش" لقنينة ماء صالحة للشرب, بينما أنتم كل هذا متوفر لكم, نسيتم بأن حريتكم تنتهي عند بداية حرية الأخر. لقد ساهمتم عن قصد أو غير قصد في مخطط المخزن الهادف إلى تحوير اهتمامات الشعب المغربي و الزج به في نقاشات هو في غنى عنها ,بدل الاهتمام بقضايا الساعة التي تهم و سترهن مستقبله و مستقبل الأجيال القادمة,خاصة مع حكومة "الفقصة" الجديدة و التي تشكل تراجعا كبيرا مقارنة مع النسخة الأولى, حيث عاد الوزراء "التكنوقراط" بقوة و عادت معها وزارات السيادة, و ما زاد الطين بلة هو عدد الوزراء الذي وصل الى 39 وزيرا في ظل الأزمة المالية التي تعيشها بلادنا و الدعوة إلى سياسة التقشف من طرف الحكومة نفسها و هذا يشكل تناقضا صارخا بين أقوالها و أفعالها. عرفنا الآن لماذا تم اعتماد نظام المقايسة و الزيادة في أسعار الحليب, لقد تم فقط من أجل توفير أجور الوزراء الجدد اللذين انضافوا إلى الحكومة الموقرة. في الأخير استغل هذه الفرصة لأهنئ الشعب المغربي بحكومته الجديدة على طريقة الفنان عادل امام : "هنيئا للشعب بالحكومة و هنيئا للحكومة بالشعب" و يستمر الاستثناء المغربي و أتذكر معه ما كان يقوله لي أحد أصدقائي القدامى"با هشام البلاد مرونة".