برغم ما تعانيه من مرض أفقدها إحدى ذراعيها، ولا زال يتربص بباقي جسدها، تقف المرأة التمثال كما يحلو للبعض تسميتها، والابتسامة تعلو محياها، والتفاؤل يملؤ قلبها، وتحمل التصميم على السير قدماً حتى آخر المشوار. آشلي إسيكس البالغة من العمر 31 عاماً، وتعيش في ولاية جورجياالأمريكية، تعاني منذ ولادتها من حالة مرضية نادرة، تسمى متلازمة الشخص المتحجر، وهو مرض غير قابل للشفاء، وغالباً ما يؤدي إلى توقف معظم أجزاء الجسم عن الحركة. وتعتبر آشلي واحدة من بين 700 شخص فقط حول العالم مصابين بهذا المرض، والناتج عن خلل في النسيج الليفي العظمي، بسبب طفرة في آلية الإصلاح الذاتية في الجسم، حيث تتحول العضلات والأربطة والأوتار إلى عظام عندما تتعرض للتلف. وتم تشخيص حالتها بعمر 3 سنوات، بعد ستة أشهر من بتر ذراعها الأيمن من قبل الجراحين، الذين اعتقدوا أنها مصابة بالسرطان. وفي طفولتها كانت حركة آشلي طبيعية، لكنها شعرت دوماً أنها مختلفة عن بقية الأطفال، ولازمها الحزن ولم تنل الكثير من الأصدقاء، وبدأت الأعراض الحقيقية للمرض تظهر عليها في سن المراهقة، وتجلت بتشنجات عضلية أخذت تزداد تدريجياً مع الوقت. و تعتبر أشلي نفسها محظوظة بالمقارنة مع آخرين يعانون من المرض نفسه، لأنها ما زالت قادرة على الكلام وتحريك معظم أجزاء جسدها، وتأمل وهي في عمر الثلاثين أن تتمتع قدر الإمكان بحياتها، قبل أن تتوقف كامل عضلاتها عن الحركة. وسبق لأشلي أن تزوجت من شون كينكي الذي تعرفت عليه عن طريق الإنترنت، لكن زواجها لم يدم أكثر من ثلاث سنوات، غير أن أسوأ تجربة مرت بها تمثلت بتعرضها لحادث سيارة في أيار (مايو) عام 2006، حيث تأذت ساقها اليمنى بشكل كبير وعانت طويلاً قبل أن تتمكن من ثنيها من جديد. وبعد تلك الحادثة صممت آشلي على بذل المزيد من الجهد، حيث تعلمت التزلج على الماء، وقطعت مسافة 5 كيلومتر على كرسي متحرك في أغسطس الماضي، لتتكيف مع وضعها. وعينت سفيرة لتمثيل الأشخاص المصابين بالمرض نفسه، كما أنها ستقود رحلة برفقة 100 من أصدقائها مبتوري الأطراف، على متن سفينة سياحية تجوب عباب البحر الكاريبي في ديسمبر المقبل.