سطع نجم حركة الشباب الصومالية منذ سبع سنوات وتحديداً بعد اجتياح القوات الاثيوبية للبلاد بدعم عسكري من الولاياتالمتحدة للاطاحة بحكم "اتحاد المحاكم الاسلامية". واستطاعت الحركة السيطرة على اجزاء كبيرة من جنوب ووسط الصومال كما وقامت ببعض الهجمات خارج البلاد.
وقالت حركة الشباب الصومالية السبت انها على اتصال بالمسلحين "المجاهدين" الذين هاجموا مركز التسوق في العاصمة الكينية نيروبي.
واثبتت الحركة براعة سياسية في ادارة الانقسامات العشائرية وتعطيل محاولات تشكيل حكومة فعالة في مقديشو، مما فند التوقعات بانهيارها الوشيك جراء التدخل الافريقي.
ونقلت صحيفة الغارديان السبت عن مراقبين ان التدخل الاثيوبي في الشأن الصومالي تسبب في ظهور حركة الشباب كجناح انبثق عن "المحاكم" الامر الذي اسفر عن انسحاب القوات الاثيوبية التي كانت منهكة جراء حرب العصابات.
ووسط الغياب الاثيوبي، دخلت الى مقديشو قوة شكلها الاتحاد الافريقي من اوغندا وبوروندي وجيبوتي وسيراليون وكينيا، في محاولة لاخماد حركة الشباب التي احكمت قبضتها على جنوب ووسط البلاد وبدت عازمة على الاستيلاء على مقديشو، ووضعت على المحك مستقبل الحكومة الانتقالية المدعومة دوليا.
غير ان "الشباب" واجهت مخاطر الجفاف والمجاعة المدمرة حيث قابلت الحركة المساعدات الدولية بالرفض مما خفف التأييد الشعبي لها.
وقالت الصحيفة البريطانية انه في العام 2011 فاجأت الحركة المراقبين بالانسحاب من معركة مقديشو فيما وصفته ب"التراجع التكتيكي" الى المناطق النائية جنوبي البلاد وفقدت ايضاً شريان الحياة الاقتصادية عندما سقط ميناء كيسمايو بيد القوات الكينية.
ورغم توقعات الكثيرين بانهيار وشيك للحركة الا انها اثبتت براعة في ادارة الانقسامات القبلية وتعطيل محاولات تشكيل حكومة فعالة في مقديشو عبر سلسلة من الهجمات الارهابية.
ويشابه سيناريو الهجمات التي اقدمت عليها الحركة بما جرى مؤخراً في هجوم نيروبي، حيث يقوم رجال مسلحون بالهجوم عقب انفجار سيارات مفخخة او رمي للقنابل لايقاع اكبر عدد من القتلى.
ومنذ فترة بدأت بوادر الانقسام داخل حركة الشباب بين الصوماليين الذين يرون ان القتال يجب ان يتركز في الداخل ومقاتلين اجانب يرون ان الصراع يشمل القرن الافريقي برمته كجزء من النضال العالمي، واظهر المقاتلون الاجانب قوتهم عندما اجروا تفجيرات في العاصمة الاوغندية كمبالا ليلة كأس العالم صيف 2010 وراح ضحيتها 70 شخصاً.
وتبعت ذلك سلسلة من الهجمات بالقنابل في كينيا بعد قرارها التدخل في الصومال خلال العام 2011 لتلحق الخسائر البشرية في قرى نائية شمال شرق كينيا، وتخطيطها لمهاجمة "ويستغيت مول" بحسب ما ذكرته تقارير وكالات الاستخبارات.
وتفاقمت المخاوف من ان هجوم السبت في نيروبي سيسبب تداعيات على الاقلية الصومالية في كينيا، والتي تنفذ بحقها اجهزة الامن انتهاكات جسيمة تحت غطاء التصدي للارهاب وفقاً لهيومان رايتس ووتش.
وتستضيف كينيا 750 الف لاجئ صومالي كثير منهم يعيشون في مجمع مخيمات داداب على الحدود بين البلدين.