أكد الوزير الأول السيد عباس الفاسي، اليوم الخميس بمراكش، أن الهندسة الطبوغرافية تعد حلقة أساسية في مسلسل تنفيذ المشاريع والاستجابة لحاجيات المستثمرين، لكونها تحلل وتجمع المعلومة الجغرافية للحصول على تموقع أمثل للمشروع. وأضاف السيد عباس الفاسي، في كلمة ألقاها بالنيابة عنه وزير التجهيز والنقل السيد كريم غلاب خلال افتتاح أشغال المؤتمر الدولي للفدرالية الدولية للمساحين الطبوغرافيين المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن المهندس الطبوغرافي يلعب دورا هاما في مواكبة ومراقبة الأشغال بكيفية عملية وتفادي عدة انعكاسات سلبية في الفترة اللاحقة للانجاز. وأوضح، في افتتاح هذا المؤتمر، المنظم تحت شعار "مد الجسور بين الثقافات" والذي تتواصل أشغاله الى غاية 22 ماري الجاري، أن المساح الطبوغرافي يعتبر العنصر الوحيد المؤهل لإحصاء وتحديد الأملاك العقارية (الأراضي والمزارع والمباني...) وكذا ملاكيها، مؤكدا على أهمية العقار وارتباط المواطن بأرضه وحقوقه العقارية التي يضمنها المهندس الطبوغرافي من خلال مواصفات المصداقية والموثوقية التي يتسم بها خلال إنجاز المراحل التقنية. ووعيا منها بأهمية التوفر على أخصائيين في مختلف مجالات الدراسات والهندسة، يقول الوزير الاول، عملت الحكومة المغربية، بتعاون مع فعاليات اقتصادية، على زيادة عدد الخريجين من خلال برنامج 10 آلاف مهندس وذلك من أجل المواكبة الفعالة لهذه المشاريع. وأشار السيد عباس الفاسي إلى أن من شأن هذه التظاهرة المساهمة في التعريف بمهنة المهندس الطبوغرافي وإبراز أهمية هذا القطاع لإنجاز المشاريع والاستراتيجيات التي تقودها المملكة المغربية من أجل تحقيق التطور الاقتصادي والاجتماعي. وبعد أن ذكر بالتوجهات الإستراتيجية التي تم تحديدها لتحقيق نمو اقتصادي واجتماعي حقيقي بالمغرب على المدى القريب والمتوسط والبعيد، أوضح الوزير الأول أن المغرب شهد خلال العشرية الأخيرة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تنفيذ سياسة تنموية من خلال فتح عدة أوراش كبرى ستساهم في تثمين الموقع الجغرافي المتميز للمملكة خاصة في ما يتعلق باستقطاب الاستثمارات الخارجية المحدثة لمناصب الشغل وتحسين القدرة التنافسية لاقتصاد المملكة وتحسين ظروف عيش المواطنين. وأضاف أن المغرب ماض لا محالة في إنجاز مشاريعه التنموية الكبرى في مختلف المجالات دون إغفال مفهوم الجهوية الموسعة والمجال البيئي والإصلاح السياسي والديمقراطي الشمولي، مشيرا إلى أن موضوع هذا المؤتمر يتطابق تماما مع الصورة التي يتمتع بها المغرب عموما ومدينة مراكش على وجه الخصوص كفضاء لالتقاء الثقافات العربية والإفريقية والغربية. وأبرز السيد عباس الفاسي الانفتاح والتسامح الذي يتمتع به المغرب ونجاحه في إرساء سياسة تنموية شمولية تضع التنمية البشرية في صلب توجهاته، مؤكدا أن الاعتداء الإرهابي الشنيع الذي استهدف مؤخرا مراكش لن يزيد المغرب إلا إصرارا وعزيمة على السير قدما في إنجاح الاصلاحات الهادفة الى ترسيخ النموذج الديمقراطي التنموي المتميز. وسيناقش المشاركون في هذا المؤتمر (حوالي 1500 مشارك يمثلون 93 دولة من مختلف الجنسيات) من خلال عدة ندوات وورشات مواضيع تهم بالخصوص "مهنة الطبوغرافيا وضوابطها" و"التكوين المهني" و" تدبير المعلومة الفضائية" والهندسة الطبوغرافية" و"المساح الطبوغرافي وتدبير العقار" و"تقييم وتدبيرالملكية العقارية" و"تاريخ الطبوغرافيا". حضر الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر، الذي يتمير بتنظيم معرض خاص بالشركات والمؤسسات التي تتدخل في المجال الطبوغرافي والعقاري، على الخصوص كاتب الدولة المكلف بالتنمية الترابية السيد عبد السلام المصباحي والكاتب العام لوزارة الفلاحة والصيد البحري ووالي جهة مراكش تانسيفت الحوز السيد محمد امهيدية.