أكدت الأستاذة الجامعية الألمانية السيدة هولجير ماجيل أن الجهوية تعتبر أسلوبا ونمطا للحكامة لا محيد عنه بالنسبة لمستقبل المغرب. وأبرزت السيدة ماجيل، خلال جلسة عامة حول موضوع " الحكامة والجهوية" في إطار المؤتمر الدولي للفيدرالية الدولية للمساحين الطبوغرافيين الذي تتواصل أشغاله بمراكش، الأهمية التي يكتسيها التكامل والتضامن بين الجهات من أجل المحافظة على التماسك الاجتماعي . وانطلاقا من التجربة الألمانية في مجال الجهوية، شددت الأستاذة الجامعية على ضرورة توفير الإمكانيات البشرية للجهات بهدف ضمان نجاح هذا النمط من الحكامة. ومن جهته، أوضح رئيس الهيأة الوطنية للمهندسين المساحين الطبوغرافيين السيد عزيز هلالي أن من شأن الجهوية المتقدمة منح تقطيع ترابي جديد يأخذ بعين الاعتبار مؤهلات واكراهات كل جهة على حدة، ملاحظا أن المهندسين المساحين الطبوغرافيين "يوجدون في صلب هذا المشروع الهام" . وأشار، أيضا، الى الدور الذي يضطلع به المهندس المساح الطبوغرافي في معادلة الحكامة الجهوية، معتبرا أنه عنصر أساسي بالنسبة للتدبير الجيد في مجالات التهيئة والاسكان والعقار . ومن جانبه، أعطى السيد عبد اللطيف أبدوح برلماني ومنتخب محلي بمراكش لمحة عن التطورات التي عرفها مخطط الجهوية بالمغرب منذ 1971 إلى 1996، السنة التي تمت فيها المصادقة على القانون رقم 96 . 47 المتعلق بالتنظيم القانوني للجهات . وبعد أن أشار إلى محدودية هذه التجربة نتيجة صعوبات مختلفة، ذكر السيد أبدوح أن من شأن إحداث لجنة استشارية حول الجهوية إعطاء دينامية جديدة لمخطط الحكامة المحلية . ويعرف هذا المؤتمر، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بمبادرة من الهيأة الوطنية للمهندسين المساحين الطبوغرافيين وبتعاون مع الفيدرالية الدولية للمساحين الطبوغرافيين تحت شعار "مد الجسور بين الثقافات"، مشاركة حوالي 1500 مهندس يمثلون 93 دولة من القارات الخمس. ويشمل برنامج هذا المؤتمر تنظيم عدة ندوات وورشات تتناول مواضيع تهم على الخصوص "مهنة الطبوغرافيا وضوابطها" و"التكوين المهني" و" تدبير المعلومة الفضائية" و"الهندسة الطبوغرافية" و"المساح الطبوغرافي وتدبير العقار" و" تقييم وتدبير الملكية العقارية" و"تاريخ الطبوغرافيا".