أكد عزيز هلالي أن المؤتمر العالمي للفدرالية الدولية للمساحين ومختلف الفعاليات المتزامنة مع هذه التظاهرة التي انطلقت يوم الاثنين 17 ماي وتتواصل إلى يوم الأحد 22 ماي الجاري بمدينة مراكش عرفت نجاحا كبيرا على جميع المستويات ، مبرزا أن انطلاق أشغال هذه التظاهرة تميز بوقفة الأعضاء المشاركون في هذا الملتقى الدولي أمام مقهى أركانة التي تعرضت للاعتداء الإرهابي يوم 28 أبريل 2011 ، وهي وقفة تؤكد دعم ومساندة المهندسين الطبوغرافيين عبر العالم لمدينة مراكش ضد الإرهاب . وأبرز عزيز هلالي رئيس الهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطبوغرافيين بالمغرب، في تصريح لجريدة العلم ،أن الحضور القوي للمهندسين الطبوغرافيين من أكثر من 100 دولة إلى مدينة مباشرة بعد الاعتداء الإجرامي الذي تعرضت له مراكش ، يعد رهانا حقيقيا و مكسبا كبيرا بالنسبة لبلادنا ، حيث يؤكد مدى الاستقرار والأمن الذي ينعم به المغرب ، وأهمية الإصلاحات الهيكلية التي انخرط فيها . وأوضح هلالي أن المهندس المساح الطبوغرافي يحتل موقعا متقدما في ميادين التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، مبرزا أن الانشغالات العلمية والتقنية للمهندس الطبوغرافي تعتبر عاملا معززا لتفاعله مع الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين ومختلف مكونات المجتمع في إطار المساهمة الفاعلة لإنجاح الأوراش الإصلاحات التي انخرطت فيها بلادنا وفي مقدمتها مشروع الإصلاح السياسي والدستوري الذي أطلقه جلالة الملك في الخطاب التاريخي ليوم 9 مارس 2011 . وبخصوص المشروع الجديد للجهوية ، أوضح هلالي أن المهندس الطبوغرافي سيكون له دور رائد في مجال تمكين الفاعل السياسي من تقسم جهوي حقيقي يأخذ بعين الاعتبار مجموع المعطيات الترابية والجغرافية والاقتصادية والاجتماعية ، مشيرا إلى أن المهندس الطبوغرافي يمتلك مختلف الوسائل والآليات التقنية والتكنولوجية لتسهيل عمل إعداد الخرائط والتصاميم والدراسات المتعلقة بذلك . وأكد عزيز هلالي أن تدخل المهندس الطبوغرافي يمتد إلى مختلف القطاعات مثل البناء والفلاحة والصناعة والسياحة الملاحة البحرية والجوية والبنيات التحتية ، تبعا لمهمته في إنجاز أنواع مختلفة من الخرائط ، مثل الخرائط الملاحية للسفن والطيران والخرائط الجغرافية للأمطار والمناخ والرياح والقارات والمحيطات ،والخرائط الجيولوجية لمعرفة طبيعة القشرة الأرضية وما تحتوي عليه من معادن وخامات وطبقات الصخور والفوالق ، والخرائط الطبوغرافية لبيان الارتفاعات والانخفاضات ، والخرائط المدنية للمشروعات والملكيات العقارية والتحديد الزراعي وغيرها ..وذكر عزيز هلالي أن هذه التظاهرة الدولية المنظمة تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس والتي اختارت شعارا لها »مد الجسور بين الثقافات« استطاعت استقطاب أزيد من 2000 مهندس أعضاء في التنظيمات والجمعيات المهنية الدولية يمثلون ما يناهز 100 دولة، باشروا التداول والمناقشة وتبادل الآراء والخبرات والمعارف في ثلاث جلسات عامة حول جملة من المواضيع المهنية والفكرية ، حيث انصب النقاش في الجلسة الأولى المنعقدة صبيحة يوم الخميس ، حول موضوع المعرفة والتكنولوجيا من أجل مد الجسور بين الثقافات، فيحين أن الأيام المتبقية ستعرف مناقشة مواضيع أخرى تهم الإشكاليات البيئية والتنمية المستدامة، والحكامة والجهوية،بالإضافة إلى أزيد من 500 ندوة فكرية و 90 ورشة عمل لمناقشة موضوعات تقنية من بينها :الممارسة والمعايير المهنية،والتكوين الهندسي في مجال الهندسة الطبوغرافية،والهيدروغرافيا،والتخطيط والتنمية المجالية وتاريخ مهنة الهندسة الطبوغرافية، فضلا عن القيام بزيارات تقنية ميدانية لفائدة المشاركين وبرنامج اجتماعي متنوع يعرف بغنى الحضارة المغربية ومقومات التقارب بين الشعوب والثقافات._وأوضح هلالي أنه على هامش هذا المؤتمر الدولي ينظم الجمع العام واجتماعات المكاتب التنفيذية للفيدرالية الدولية للمساحين (FIG) والفيدرالية الفرانكفونية للمساحين (FGF) والاتحاد العربي للمساحة (UAG) والاتحاد المتوسطي للمساحين (UMG).. وتفيد الوثائق المقدمة خلال هذه التظاهرة أن الفيدرالية الدولية للمساحين (FIG) هي منظمة غير حكومية أسست بباريس سنة 1878 تتولى مهمة تعزيز التعاون والشراكة من أجل تطوير الهندسة الطبوغرافية ومختلف مجالات تدخلاتها. وتضم في عضويتها أزيد من 100 هيئة تمثل ما يناهز 300 ألف مهندس مساح طبوغرافي ينتمون إلى مختلف القارات.وتعتبر الهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطبوغرافيين عضوا نشيطا في هذه المنظمة الدولية منذ انضمامها لها سنة 2001 أحدثت هذه الهيئة سنة 1995 بمقتضى القانون 30.93 المتعلق بمزاولة مهنة الهندسة المساحية الطبوغرافية، حيث حظيت بشرف تنظيم عدة لقاءات لفعاليات هذه المنظمة والمنظمات الجهوية المنضوية تحت لوائها واستطاعت في ظرف وجيز أن تتبوأ مكانة بارزة في الأجهزة القيادية للاتحاد العربي والفرنكفوني للمساحين وتترأس حاليا الاتحاد المتوسطي للمهندسين الطبوغرافيين.