عندما تنزل بمحطة فاس الطرقية أو بمحطة القطار فإنك لا تجد بدا من أن تستقل سيارة الأجرة التي تتربص بك.إما لأن الحافلات العمومية لا توجد هناك كي تكون وسيلتك للوصول ألى مبتغاك ،أو لأنها –تلك الحافلات – تمر بعيدا عن المحطتين أو لأنها ببساطة ليست لها اتجاهات مناسبة لأغلب المسافرين. إن سيارة الاجرة وسيلة امنة للعديد من المواطنين لقضاء حاجاتهم و اغراضهم بسرعة ,وهي ايضا ملاذهم من حر الشمس و من البرد القارس وملجأهم للتخلص من اللصوص و من زحمة الحافلات التي تمتلئ عن أخرها دون مراعاة للاحترام و الانسانية و كرامة المواطن. داخل سيارة الاجرة يرتاح المرء و يصبح السائق حينها كطبيب نفسي يحكي له الراكب دون تردد أو خوف كل ما يختلج صدره من هموم وخلافات بين الزوج وزوجته أو بين الاب و أبنائه أو بين الاجير و المأجور...تدور هناك كل النقاشات الاجتماعية والسياسية دون خوف و اخر الاخبار الدولية ، تتخللها تحاليل و تعليقات تفوق كل تحاليل الخبراء و المهتمين. فإذا كان سائق سيارة الاجرة مؤتمنا على اسرار الناس و على خدمتهم بكل صدق و تفان و انسانية فإن سيارة الاجرة بالعديد من مدننا الحبيبة كالدار البيضاء و تطوان و فاس ،فقد اصبحت نقمة على المواطنين ووسيلة لسلبهم أرزاقهم و التحايل في خدمتهم بإطالة اتجاهاتهم و الزيادة في اسعار نقلهم. إن مدينة فاس على الخصوص تعج بسيارات الاجرة التي لا يراعي اصحابها ما يمليه الضمير المهني و لا الاخلاق المهنية التي تستوجب احترام المواطن و خدمته حسب القانون المعمول به في هذا ألمجال بل أصبح المواطن العادي عرضة للعديد مما يشبه الاضطهاد عند ما يركب السيارة: تحريف الاتجاهات لجعلها طويلة أكثر ، الزيادة في الحمولة و في الأثمان، سياقة متهورة ، التوقف مرارا ، عدة سيارات لا يملك سائقوها رخص الاجرة, عدم استعمال العداد...و غيرها من المشاكل التي لا حصر لها. يتوجب أذن على المسؤولين أن يتحركوا بعجالة لإنهاء الاستهتار براحة المواطن و امتصاص ميزانيته التي هي اصلا قد انهكتها مصاريف شتى من تمدرس ، استشفاء ، كهرباء...و ذلك بالمراقبة الصارمة و اللاتسامح مع كل المخالفين.