خيمت أجواء من التوتر غير المسبوق على العلاقة التي تجمع بين مهنيي سيارات الأجرة الصغيرة وسيارات الأجرة الكبيرة في مدينة فاس وأطرافها، وكاد هذا التوتر أن يتحول إلى مواجهات بين الطرفين في وسط مدينة فاس، مساء يوم الجمعة الماضي، بعدما عمد أصحاب سيارات الأجرة الصغيرة إلى «محاصرة» سيارة أجرة كبيرة متخصصة في النقل السياحي، تم «ضبط» سائقها وهو يحاول لنقل سائح أجنبي إلى فاس العتيقة.. واعتبر سائقو سيارات الأجرة الصغيرة أنّ هذا العمل يُعدّ «اقتحاما» لسيارات الأجرة الكبيرة في المجال الحضري، خلافا لما ينصّ عليه الظهير الشريف الصادر في 11 دجنبر 1963، والذي يحدد طبيعة عمل كل صنف من أصناف سيارات الأجرة، فيما اعتبر أصحاب سيارات الأجرة الكبيرة أن «تطويق» سياراة أجرة كبيرة في وسط المدينة يدخل في إطار رد فعل لأصحاب سيارات الأجرة الصغيرة بعدما تم «ضبط» حالات لنقل السياح من محطة القطار -في وسط المدينة- في اتجاه مطار فاس، الذي يوجد في الضواحي، خلافا للقانون الذي يُلزم أصحاب سيارات الأجرة الصغيرة بعدم العمل خارج المجال الحضري.. وانتقد بيان لما يقرب من 12 جمعية لمهنيي قطاع سيارات الأجرة الصغيرة، في السياق نفسه، انتشار النقل السري واكتساح سيارات الأجرة الكبيرة المدار الحضري وعدم تفعيل الظهير المنظم للقطاع... ويعيش قطاع النقل في مدينة فاس على وقع أزمة في تدبير شأنه، ما حوّله إلى قطاع يعيش ب»الفوضى الخلاقة»، دون أن تبادر مختلف الأطراف المسؤولة -ومنها الجهات الأمنية- إلى اتخاذ ما يلزم من إجراءات لمحاربة النقل السري المتفشي في جميع أنحاء المدينة، ودخول سيارات الأجرة الكبيرة في نقل الركاب في خطوط معروفة، واعتماد بعض أصحاب السيارات الصغيرة تقنية «الريكولاج».. ودخلت حافلات النقل الحضري على خط الأزمة، وقامت بتخفيض أثمنة خطوط بعينها، دون الأخذ بعين الإعتبار مصالح المهنيين الآخرين. وينتقد المواطنون وجود «تساهل» في منح «رخصة الثقة» لبعض السائقين، وحُذفت من الرخص عبارة «رخصة الثقة» وعوضتها برخصة «سياقة سيارة الأجرة».. وظهر أنّ المجلس الجماعي لا يبالي بأي مخططات من شأنها أن تُعِدّ ساحات ومساحات لوقوف سيارات الأجرة في محطات الوقوف، ومنها محطة مجاورة لمحطة القطار. وتوقفت أشغال لجن السير والجولان، والتي كانت تجتمع بين الفينة والأخرى، بحضور المهنيين، لتدارس مشاكل القطاع ومحنه، التي زادت من تعميقها «أزمة زبناء» يقول المهنيون إنها تخيّم على قطاعهم في الآونة الأخيرة.