دعت صحف أميركية وبريطانية الإدارة الأميركية إلى الاعتراف بأن ما حدث بمصر هو انقلاب لا لبس فيه، وبالتالي وقف معوناتها ودعمها للنظام الجديد والعودة إلى سياسة أساسها المبادئ والقيم الأميركية باشتراط تأييدها وإعادتها المساعدات لمصر بضمان العودة للديمقراطية في أسرع وقت. وطالبت هذه الصحف واشنطن بأن توضح أن معونتها السنوية للجيش المصري لن تستمر إلا بضمان انتقال ذي مصداقية للديمقراطية وبالإفراج الفوري عن الإخوان المسلمين المعتقلين. وقالت واشنطن بوست في افتتاحية لها "لا شك في أن ما حدث يوم الأربعاء الماضي بمصر هو انقلاب عسكري على حكومة منتخبة ديمقراطيا، وهو استجابة خاطئة للمشاكل التي تعيشها مصر". وأضافت أن إدارة الرئيس باراك أوباما فشلت في الوقوف ضد تجاوزات حكومة الرئيس المعزول محمد مرسي، كما فشلت في وقف التدخل العسكري ضدها. وقالت إنه وبموجب القوانين الأميركية يجب ألا يكون هناك أي تردد في وقف المعونات الأميركية لمصر، بما في ذلك المنحة السنوية البالغ حجمها 1.3 مليار دولار. وأوضحت أن الشروط الأميركية يجب أن تشمل أيضا إطلاق حرية الإعلام، بما في ذلك إعادة فتح القنوات الفضائية التي تتبع للإخوان المسلمين المغلقة حاليا، وحرية التجمع والتنظيم، وأن تتم أي تعديلات للدستور بإجماع القوى السياسية دون تدخل من الجيش، وأن يوضع جدول زمني واضح لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في أسرع وقت. وقال الكاتب ميشيلي دوني بواشنطن بوست إن السياسة الأميركية تجاه مصر القائمة على الخوف وليس على المبادئ أبعدت أميركا من الجميع. ودعا واشنطن إلى التخلي عن السعي للعثور على ما يعفيها من وصف الانقلاب العسكري بمصر انقلابا والتركيز على كيفية استخدام رغبة الجيش المصري في الحصول على الشرعية من المجتمع الدولي كوسيلة ضغط للعودة إلى الديمقراطية. المبادئ والمصالح وقالت صحيفة يو أس أي توداي الأميركية إن إدارة أوباما التي احتفلت أمس الخميس بيوم استقلال أميركا وجدت نفسها إزاء ما يحدث في مصر بين مطرقة المبادئ الأميركية الجوهرية ومصالح البلاد في الخارج. وأضافت أن المصالح الأميركية كان من الممكن أن تتحقق مع مرسي والإخوان المسلمين وحكومة مصرية شرعية أكثر استقرارا. وأشارت أيضا إلى أن ما يحدث بمصر سيطلق أمواجا على نطاق المنطقة ولسنوات قادمة. ونسبت إلى غايلي تسيماتش لمون من المجلس الأميركي للعلاقات الخارجية قوله إن مصر الحليفة الرئيسية لواشنطن أصبحت الآن سببا للقلق في سياسة أميركا الخارجية. أما صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية فقد قالت إن الجيش المصري لن يقود مصر إلى الديمقراطية وإن الانتخابات التي يشارك فيها الجميع بمن فيهم الإسلاميون هي الخيار الوحيد لمستقبل آمن ومستقر لمصر. ومع ذلك قالت الصحيفة إن القوات المسلحة المصرية عندما عزلت مرسي يوم الأربعاء أزاحت رئيسا منتخبا فشل باستمرار في اختبارات الشرعية الديمقراطية. وقالت أيضا يجب على القوى العلمانية والليبرالية المصرية أن تثبت نفسها من خلال الشارع بتنظيم نفسها للفوز بالسلطة عبر صناديق الاقتراع.