يبدو أن المساعدة الأميركية للجيش السوري الحر بدأت قبل أشهر من قرار أوباما تسليح المعارضة السورية، وإن كانت هذه المساعدة لم تشمل سلاحًا، بل تدريبًا. فقد كشفت صحيفة لوس انجيليس تايمز أمس الجمعة أن عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية ومن القوات الخاصة الاميركية يدربون منذ أشهر مقاتلين معارضين سوريين في مخيمات تدريب في تركياوالاردن، مستندةً إلى ما قاله مسؤولون أميركيون ومعارضون سوريون، أكدوا هذه التدريبات شملت استخدام اسلحة مضادة للدروع وأخرى مضادة للطائرات. تدريبات سرية تقول الصحيفة إن هذه التدريبات بدأت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، في قاعدة عسكرية أميركية جنوب غرب الاردن، وإن دورة التدريب الواحدة كانت تمتد اسبوعين، يشارك فيها 20 إلى 45 مقاتلًا سوريًا. وبالرغم من أن الاعلان الأميركي عن تسليح المعارضة لم يوضح نوع الاسلحة التي ستقدم، وبالرغم من آراء محللين أميركيين رأوا أن البيت الأبيض لن يقدم سلاحًا ثقيلًا أو متطورًا للثوار السوريين، قد يؤدي إلى تغيير ميزان القوى، إلا أن هذه التدريبات توحي بأن الأمر مخالف لما هو معلن. فقد نقلت لوس أنجيليس تايمز عن قيادي ميداني في المعارضة السورية قوله إن عناصر من الجيش السوري الحر يتدربون في الأردنوتركيا على بنادق وصواريخ مضادة للطائرات واسلحة ثقيلة أخرى، مهمتها التصدي لطائرات الجيش السوري. وبحسب الصحيفة، اشتهرت الاستخبارات الأميركية بقيامها سرًا بتدريب وتسليح متمردين في العديد من النزاعات حول العالم، بدعم من قوات خاصة أميركية، إلا أن الاستخبارات والبيت الابيض رفضا التعليق على هذه المعلومات. تنسيق فرنسي سعودي في موازاة ذلك، قال جاكي حوغي، محلل شؤون الشرق الأوسط في إذاعة الجيش الإسرائيلي الخميس إن ضباطًا فرنسيين يدربون عناصر من الجيش السوري الحر على استخدام أسلحة متطورة تسلمتها المعارضة السورية أخيرًا، وإن التدريبات تجري على الأراضي الأردنية والتركية. ونقل حوغي عن مصادر إسرائيلية مطلعة قولها إن باريس المتحمسة لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد تبذل جهودًا كبيرة لعقد مؤتمر جنيف-2، بينما يقوم ضباط المخابرات الفرنسيين بالتنسيق مع ضباط المخابرات السعودية لتدريب المقاتلين السوريين على سلاح متطور مضاد للطائرات، قدمته السعودية للجيش السوري الحر. وقالت إذاعة الجيش الاسرائيلي إن ممثلين عن المخابرات الفرنسية والسعودية والتركية يكثفون لقاءاتهم منذ سقطت القصير بيد حزب الله والجيش السوري، استعدادًا لمعركة حلب التي يريد النظام السوري استعادتها من يد المعارضة السورية، مدعومًا بآلاف المقاتلين من حزب الله. ونقلت الاذاعة عن مصادر إسرائيلية تأكيدها أن اللواء سليم إدريس، رئيس أركان الجيش الحر، شارك في هذه اللقاءات، بعدما اتفقت فرنسا والسعودية على تزويده بالسلاح الجديد والمتطور، لأنهما تثقان به، وبمعارضته للتنظيمات الجهادية التي تحارب في سوريا.