تم اليوم السبت ببرلين إطلاق "نادي الطاقات المتجددة" الذي تأسس بمبادرة من وزير البيئة الألماني بيتر ألتمير٬ ويضم في عضويته 11 دولة من مختلف القارات من ضمنها المغرب. وقد تم الإعلان عن تأسيس هذا النادي٬ في ندوة صحفية شارك فيها وزراء الطاقة والبيئة٬ من الدول الأعضاء في النادي منها فرنسا والصين وبريطانيا والدنمرك والهند وجنوب أفريقيا والإمارات العربية المتحدة ومملكة تونغا٬ إلى جانب ألمانيا البلد المضيف والمغرب ومدير الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا). وأكد وزير البيئة الألماني في هذه الندوة٬ على الأهمية البالغة لاجتماع هذه الدول بحضور الوكالة الدولية والذي أسس لهذا الإطار بشكل فعلي معتبرا أن النادي مبادرة سياسية من أجل العمل على تطوير الطاقات المتجددة في العالم وإدماجها في مجالات حماية البيئة وتوفير العيش السليم للشعوب. وأوضح ألتمير أن الدول المؤسسة للنادي تسعى من خلاله إلى وضع أسس للتعاون والعمل مع شركاء في مختلف دول العالم ودعم عمل الوكالة الدولية للطاقة المتجددة٬ وجعل الطاقات المتجددة على جدول أعمال السياسات الوطنية للدول مشيرا إلى أن هذه الطاقات يمكن أن تضطلع بدور هام في المستقبل من خلال إدماجها في الصناعات وفي مجال حماية البيئة خاصة أمام التحديات التي تشهدها بسبب الاحتباس الحراري. ومن جهتهم عبر وزراء الدول الأعضاء في النادي عن ارتياحهم لتأسيس هذا الإطار الذي من شأنه أن يساهم في تطوير التعاون بين الدول ورفع تحديات الحاجيات المتزايدة من الطاقة في العالم ووضع رؤية مستقبلية واضحة تعطي دفعة قوية لاستخدام الطاقات البديلة في مختلف المجالات سواء بالنسبة للدول الصناعية أو السائرة في طريق النمو. كما أكدوا أن النادي سيمكن أيضا من خلال التنسيق وتبادل الخبرات وتقاسم المعلومات من بحث سبل ناجعة لقطاعات مرتبطة بالطاقة٬ صناعية وبيئية وتكنولوجية٬ مما سيفسح المجال لخلق مزيد من مناصب الشغل والاقتصاد في الطاقة٬ مشددين على التزامهم في تحقيق أهداف النادي الذي سيظل مفتوحا في وجه الدول التي تهتم بالطاقات المتجددة٬ ووضعها ضمن سياساتهم الوطنية وكذا اعتماد برامج الوكالة الدولية للطاقة المتجددة ودعمها. ومن جانبه٬ قدم السيد فؤاد الدويري وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة٬ الذي مثل المغرب في تأسيس النادي إلى جانب سفير المملكة بالعاصمة الألمانية السيد عمر زنيبر٬ خلال الندوة٬ جملة من المبادرات التي قامت بها المملكة في هذا الإطار والمشاريع التي تم إطلاقها خاصة منها مشروع تعويض ضخ الماء بالغاز بالضخ عن طريق استعمال الطاقة الشمسية الأقل تكلفة لفائدة الفلاح الصغير والمتوسط في مكناس. وأكد السيد الدويري على التزام المغرب في الانخراط في إدماج الطاقات المتجددة في عدد هام من المشاريع بفضل ما يتوفر عليه من طاقات شمسية وريحية تؤهله لتطوير إمكانياته الطاقية عبر انخراط القطاعين العام والخاص وبتعاون مع مختلف شركائه. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أشار السيد الدويري إلى إن الدول المشاركة في هذا النادي تعتبر رائدة في مجال الطاقات المتجددة٬ ولديها إستراتيجية واضحة في المجال٬ وسيكون بمثابة فضاء لتنسيق المبادرات في المحافل الدولية٬ وتبادل المعلومات بين الحكومات والمؤسسات العمومية والقطاع الخاص. وأبرز الوزير أن متطلبات المستقبل تلزم جميع الدول على تنمية الطاقات المتجددة٬ لذلك يولي المغرب أهمية بالغة لهذا القطاع في سياساته ويسعى إلى إضافة استثمارات كبيرة في القطاع في أفق 2020 . وبعد أن اعتبر أن الطاقات المتجددة مهمة على الصعيدين المركزي والجهوي حيث تستفيد الساكنة من عدة مبادرات خاصة في المجال القروي٬ أشار السيد الدويري إلى أن المغرب طلب خلال اجتماع أعضاء النادي دعم جميع المبادرات التي من شأنها خلق أسواق جهوية مندمجة والنهوض بالتصينع حتى تكون للاستثمارات مردودية وجلب أخرى كبيرة لفائدة الجهات. وبعد أن أبرز الموقع الذي يميز المغرب كصلة وصل بين شمال وغرب أفريقيا وأوروبا٬ دعا أعضاء النادي إلى دعمه من أجل تمكينه من تصدير الطاقة الخضراء إلى السوق الأوروبية وذلك بفضل مؤهلاته الطبيعية وإمكانية إنتاج طاقة خضراء منخفضة التكلفة مقارنة مع الأسواق الأوروبية خاصة عبر تسهيل المساطر القانونية والتقنية.