أكد أعضاء في الحكومة الفدرالية الألمانية خلال ملتقى بمقر البرلمان (البوندستاغ) الألماني، اليوم الخميس في برلين، أن المبادرات التي اتخذها المغرب في مجال تطوير الطاقات المتجددة تجعل منه بلدا رائدا في هذا المجال. وشارك في الملتقى، الذي انعقد تحت عنوان (المغرب.. بلد شريك في مجال الطاقات المتجددة) أربعة من أعضاء الحكومة الألمانية هم السيدة كورنيلا بيبر، وزيرة الدولة لدى وزارة الشؤون الخارجية، والسيدة غودرون كوب، كاتبة الدولة لدى وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية، والسيدة كاترينا رايش، كاتبة الدولة لدى وزارة البيئة و حماية الطبيعة والسلامة النووية، والسيد إرنست بورغباخر، كاتب الدولة لدى وزارة الاقتصاد و التكنولوجيا. وقالت السيدة كورنيلا بيبر إن بلادها لن تألو جهدا لدعم التعاون مع المغرب، البلد الرائد الذي أنجز برنامجا طموحا لتطوير الطاقات المتجددة يشمل الطاقة الشمسية والطاقة الريحية، مضيفة أن التعاون بين البلدين يتأسس على قاعدتي الوضوح والثقة المتبادلة والتكافؤ. وذكرت وزيرة الدولة بالزيارة التي قام بها وزير الشؤون الخارجية الألماني، غيدو فيسترفيله، إلى الرباط في شهر نونبر المنصرم، وأكد خلالها دعم الحكومة الألمانية للمغرب لتطوير قطاع الطاقات المتجددة، مشيدا بالجهود التي بذلتها المملكة في هذا المجال الشيء الذي يجعلها "شريكا استراتيجيا لألمانيا". ومن جهتها أشارت السيدة كوب إلى أن المغرب بلد "متقدم جدا" في مجال الطاقات المتجددة، مبرزة أن التعاون المغربي الألماني يستند إلى تاريخ طويل مطبوع بالثقة المتبادلة، فيما أكدت السيدة رايش أن المملكة تعد شريكا مهما بالنسبة لألمانيا وأوربا في ما يتعلق بإنجاز المشروع المتوسطي للطاقة الشمسية، وأيضا لإنجاز مبادرة (ديزرتيك) لإنتاج الطاقة الشمسية والريحية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقال كاتب الدولة لدى وزارة الاقتصاد والتكنولوجيا، خلال الملتقى الذي شارك فيه أيضا، المدير العام لمبادرة (ديزرتيك)، السيد بول فان سون، إن المغرب يحتل، من خلال برنامج الطاقات المتجددة والوكالة المغربية للطاقة الشمسية، التي تشرف على إنجازه، مكانة متقدمة جدا في هذا المجال، قائلا "إننا هنا لنعلن عن عزمنا تعميق التعاون مع المغرب." وكانت وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، السيدة أمينة بنخضراء قد استعرضت في الملتقى الخطوط العريضة للمشروع المندمج للطاقة الكهربائية الشمسية، والأشواط التي قطعها تنفيذ المشاريع الكبرى للطاقات المتجددة الجاري إنجازها في إطار الإستراتيجية الطاقية للمملكة، التي تجعل من تطوير الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية أولوية وطنية. وقالت الوزيرة إن المغرب يتوفر، في إطار هذه الإستراتيجية، على برامج ملموسة، مرقمة، يحكمها جدول زمني مضبوط. وأشارت إلى أن إنجاز برنامجي الطاقة الشمسية والطاقة المتأتية من الرياح في أفق سنة 2020، بطاقة إنتاجية تصل إلى 2000 ميغاوات، لكل واحد منهما، يجسد على أرض الواقع، الأولوية الكبرى التي يمنحها المغرب لتطوير قطاع الطاقات المتجددة، التي ستمكن المملكة من رفع تحديات ضمان التزود بالطاقة والمحافظة على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة. ومن جهته، استعرض السيد محمد باكوري، رئيس مجلس الإدارة الجماعية للوكالة المغربية للطاقة الشمسية، التقدم الحاصل في إنجاز المخطط المغربي للطاقة الشمسية وخاصة الأعمال التي تم إنجازها في المحطة الأولى بورزازات، التي تعد إحدى المحطات الخمس لإنتاج الطاقة الشمسية، إلى جانب محطات عين بني مطهر وسبخة الطاح وفم الواد وبوجدور، مشيرا إلى فرص الاستثمار الكبيرة التي يتيحها البرنامج المغربي. ووقعت السيدة أمينة بنخضراء، و السيدة كاترينا رايش، كاتبة الدولة لدى الوزارة الألمانية للبيئة وحماية الطبيعة و السلامة النووية، على تصريح مشترك لتوسيع التعاون و التبادل بين المغرب وألمانيا في إطار إنجاز المخطط المغربي للطاقة الشمسية، خاصة تبادل المعلومات والخبرات ذات الصلة بالجوانب القانونية والمالية والتكنولوجية.