أكد رئيس الحكومة السيد عبد الإله ابن كيران٬ اليوم الأربعاء٬ أن الحكومة مستمرة في النهج القائم على الحفاظ على هوية مغاربة الخارج. وأبرز السيد ابن كيران٬ خلال الجلسة الشهرية المتعلقة بالسياسة العامة بمجلس المستشارين حول موضوع "أوضاع الجالية المغربية في المهجر بين ضمانات القانون والواقع"٬ أن الحكومة تسعى في هذا الإطار إلى تطوير وتنويع وتوسيع برامج تعليم اللغتين العربية والأمازيغية وتلقين الثقافة المغربية. وأضاف رئيس الحكومة أنه تمت من أجل هذا الغرض تعبئة 576 معلما يؤطرون أزيد من 75 ألف و387 مستفيدا من أبناء الجالية٬ وتكثيف الجهود لحث حكومات دول المهجر على إدراج تعليم اللغة العربية ضمن منظوماتها التربوية الرسمية٬ حيث شرعت فرنسا وبعض الجهات في إسبانيا في دراسة الإجراءات الكفيلة بتفعيل ذلك. وأشار إلى انه يتم العمل أيضا على تطوير وعصرنة التعليم غير النظامي الذي تشرف عليه جمعيات مغاربة العالم بتوزيع الكتب المدرسية والدعامة الديداكتيكية مجانا ودعم هذه الجمعيات ماليا٬ وتكوين مدرسيها وأطرها وفتح مدارس غير نظامية بالمراكز الثقافية المغربية٬ والتهييء لتدريس اللغة الأمازيغية لأبناء جاليتنا بالخارج٬ ودعم مبادرات جمعياتهم لتعليم اللغة الأمازيغية والثقافة المغربية٬ والشروع في إنجاز برنامج لتعليم اللغات والثقافة المغربية عن بعد للتلاميذ المغاربة في الخارج. وأبرز السيد ابن كيران أنه سيتم إنجاز دراسة لمعرفة الجدوى وقياس الأثر الحقيقي لهذا التعليم وتفاعلاته وتقاطعاته وتداخلاته مع متطلبات الاندماج في المجتمعات المستقبلة للجالية المغربية. أما في المجال الديني فإن المقاربة المتبعة٬ بحسب رئيس الحكومة٬ في هذا المجال تنبني على التأطير الديني وفتح قنوات الاتصال والتعاون مع الجمعيات والهيئات الرسمية التي تمثل المساجد التي يسيرها مغاربة في بلاد الإقامة انطلاقا من الثوابت الوطنية وفي إطار قوانين هذه البلدان٬ وخلق شراكات مع هذه الهيئات لإنجاز مشاريع لصالح الجالية المغربية. وذكر بهذا الخصوص بالمساهمة في بناء وصيانة المساجد بتخصيص ما معدله 120 مليون درهم سنويا٬ ودعم الهيئات المغربية المسيرة للمساجد حيث يوضع رهن إشارتها أئمة قارون (30 إماما)٬ ومرشدون وواعظ خلال شهر رمضان (نحو 300 شخص سنة 2012) وكتب ومطبوعات دينية وتكوين الأئمة وتنظيم دورات تكوينية ندوات علمية٬ وتيسير ممارسة الشعائر الدينية٬ وإعداد مناهج علمية عصرية لتدريس الدين الإسلامي مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات الثقافية والاجتماعية والتربوية لبلاد الإقامة. أما في المجال الثقافي٬ أكد السيد ابن كيران أن التدابير الحكومية ترتكز على إنشاء مراكز ثقافية مغربية بالخارج تحت مسمى دار المغرب٬ وتنظيم الجامعات الصيفية الثقافية واللغوية لفائدة شباب مغاربة العالم٬ ومقامات ثقافية للأطفال والشباب وكذلك لفائدة المغاربة المسنين٬ وتنظيم جولات مسرحية بدول المهجر بشراكة مع فرق مسرحية وطنية عربية وأمازيغية. وذكر بأن المغرب يتوفر على شبكة قنصلية مكونة من حوالي 56 مركزا قنصليا٬ وأن الحكومة تعمل على تطوير هذه الشبكة بإحداث مراكز قنصلية جديدة وإعادة النظر في التقطيع القنصلي وبرمجة قنصليات متنقلة وتحسين ظروف الاستقبال بتجهيز شبابيك الاستقبال بنظام تدبير الانتظار وفضاءات عمل مفتوحة وقاعات مجهزة ومكيفة. وأضاف أنه تم تحديث نظام تدبير مجموعة من الخدمات كبطاقة التعريف الوطنية والجواز البيومتري والحالة المدنية٬ مشيرا إلى انطلاق العمل بالبوابة الإلكترونية (كونصيلا.ما).