تم خلال اشغال المؤتمر العربي الاول حول الهجرة المنعقد حاليا بالقاهرة استعراض استراتيجية المملكة المغربية في مجال توطيد الهوية الوطنية للاجيال الناشئة بالمهجر عبر تشجيع تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية بدول الاستقبال. وتطرقت الاستراتيجية التي عرضها السيد علي بوعنبة, الاستاذ الجامعي بمونريال (كندا) ورئيس جمعية المدارس المغربية بكبيك, للمخطط الاستعجالي (2010/2014) الذي وضعته الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج قصد تطوير تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية لأفراد الجالية المغربية بالخارج من أجل تحقيق هدفين استراتيجيين متكاملين هما تقوية الهوية الوطنية لدى الأجيال الناشئة باعتبارها العمود الفقري لاستمرار التشبت بالوطن الام ودعم اندماج أبناء الجالية ببلدان الإقامة. ويشمل هذا المخطط الذي يستهدف بالأساس البلدان الأكثر استقبالا للمغاربة وخاصة فرنسا واسبانيا وإيطاليا وبلجيكا, تشجيع شكلين أساسيين من التعليم هما التعليم الرسمي الذي ينظم داخل المؤسسات التعليمية بالمهجر وفقا لاتفاقيات أبرمتها الحكومة المغربية مع مجموعة من دول الإقامة , والتعليم الموازي الذي تسهر عليه جمعيات المغاربة المقيمين بالمهجر. وبناء على التشيخص الميداني والدراسات المقارنة التي قامت بها الوزارة المعنية تمت بلورة "رؤية منسجمة متكاملة" لتعليم اللغة العربية والثقافة المغربية تتكون من محورين أساسيين , يهم أولهما تحسين وتقوية التعليم الرسمي بالمؤسسات العمومية ببلدان الاستقبال وثانيهما النهوض بالتعليم الموازي عن طريق تطوير عروض تكميلية موازية. فبخصوص المحور الأول تتضمن هذه الرؤية الاهتمانم بالموارد البشرية باعتبارها حجر الزاوية في المنظومة التعليمية عبر الرفع من عدد الاطر التعليمية بنسبة 50 بالمائة في افق سنة 2014 وبالتالي الرفع من عدد المستفيدين من التعليم الرسمي بالبلدان الأكثر استقبالا للجاليات المغربية. أما المحور الثاني فيتضمن تطوير منظومة التعليم الموازي ودعمها بعروض تربوية تكاملية لتعليم اللغة العربية والثقافة المغربية انطلاقا من أربع قنوات تكميلية هي جمعيات الجالية المغربية المقيمة بالخارج والمراكز الثقافية المغربية بدول المهجر والتدريس عن بعد والتدريس عند الطلب. وبموجب هذه الاستراتيجية تعتزم الوزارة الوصية إطلاق قوافل تربوية في مختلف الدوائر السكنية القريبة من مناطق سكن اطفال الجالية المغربية بغية تنظيم أنشطة ثقافية وفتح معاهد خاصة بالدعم المدرسي الرامي الى تعزيز مكتسبات اللغة العربية والثقافة المغربية والاقبال على تعلمهما استنادا الى تدابير تحفيزية مدروسة. وكان السيد محمد عامر الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج قد استعرض خلال هذا المؤتمر الذي حضرته 13 من الفعاليات المغربية بالمهجر يمثلون كفاءات علمية وجمعوية وثقافية وتربوية بالإضافة إلى الوزاراء العرب المعنيين بالهجرة وممثلين عن منظمات المجتمع المدني العربية وسفراء الدول الأجنبية التي تحتضن تجمعات كبيرة للمهاجرين العرب, التجربة المغربية في مجال تعبئة الكفاءات المغربية المهاجرة. وأكد السيد عامر في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء, على هامش أشغال المؤاتمر الذي نظم تحت شعار "جسر التواصل", أن المغرب بصدد بناء سياسة جديدة في مجال تدبير ومواكبة شؤون مغاربة المهجر ترتكز على مواكبة اندماج هؤلاء في بلدان الاستقبال والعمل على توطيد وتقوية ارتباطهم بوطنهم الأم. وأشار إلى أهمية العامل الثقافي في مواكبة إنجاح عملية اندماج الأجيال الجديدة بالمهجر, موضحا أن الحكومة وضعت لهذا الغرض منهجية جديدة تقوم على إحداث مراكز ثقافية مغربية في الدول الاكثر استقطابا للمغاربة . وتضمن جدول أعمال المؤتمر الذي يختتم اليوم الاثنين بحث الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية للمغتربين العرب, ودور هلاء المغتربين في تنمية وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان, وايجاد إطار تنظيمي ومعلوماتي للمغتربين العرب.