دعا عزيز رباح وزير التجهيز والنقل اليوم السبت بالرباط٬ إلى تحسين السلوك عند السياقة٬ وزيادة الوعي لدى المواطنين في هذا المجال٬ من خلال تعميم التوعية والتربية على السلامة لدى سائقي السيارات الخاصة وكذا سائقي وسائل النقل العمومي. وأكد السيد رباح في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لندوة علمية حول موضوع "النوم أثناء السياقة" نظمتها كل من اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير والجمعية المغربية للنوم واليقظة٬ أن هناك إرادة قوية للرفع من مستوى الوعي المواطن لدى السائقين الذين لا يأخذون أحيانا بعين الاعتبار٬ ضرورة الامتثال للراحة والمخاطر التي يتسبب فيها الإرهاق والنوم عند السياقة ٬مؤكدا أن 20 في المائة من حوادث السير ناجمة عن النوم أثناء السياقة . وحذر رباح من السياقة عند تناول الأدوية التي يمكن أن تؤثر سلبا على القيادة٬ مشيرا إلى أن "هناك العديد من الأدوية التي يصفها الطبيب للمرضى لكنه لا ينصح بتناولها أثناء القيادة." كما سلط الضوء بالمناسبة على المخطط الذي اعتمدته الوزارة برسم (2013-2016) ٬والذي يشمل جميع الجوانب المتصلة بالسلامة على الطرق بدءا من تطبيق القانون مرورا بالمراقبة وانتهاء بعقوبات صارمة ولاسيما سحب المأذونيات في حالة عدم احترام مدونة السير والتدابير التقنية وتلك المتصلة بالسلامة الجاري العمل بهما . وأوصت هذه الندوة بضرورة بلورة وتفعيل استراتيجية واضحة في مجال التربية والتوعية والتحسيس لفائدة العموم من أجل محاربة حوادث السير التي لها علاقة بالنوم والسياقة الليلية . كما أوصت الندوة التي ترأسها٬ إلى جانب السيد رباح٬ وزير الصحة الحسين الوردي٬ بضرورة توعية وتحسيس الأطباء بأهمية التنبيه إلى الأخطار المرتبطة بالنوم في علاقته بالسياقة أثناء التشخيص ٬مع العمل على التحديد الواضح للأدوية المهدئة التي يتعين على الصيادلة التوعية والتحسيس بالاخطار التي يمكن أن تمثلها أثناء السياقة. ودعت الندوة أيضا إلى تدعيم وتعزيز علاقات التعاون بين الأطباء المعتمدين من أجل إجراء الفحوصات الطبية الضرورية للحصول على رخص السياقة ٬ وأطباء الشغل من أجل فتح آفاق جديدة في ما يتعلق بطرق تقييم المؤهلات البدنية للسائقين خاصة المهنيين منهم ٬ وذلك اعتبارا لأهمية الدراسات التي يتعين القيام بها في مجال الأمراض المرتبطة بالنوم من أجل تشخيص وتحديد دقيق لمختلف الأعراض التي تمثلها هذه الأمراض. وشكل اللقاء فرصة لتقديم نتائج العديد من الدراسات التي أنجزها مجموعة من الخبراء وشركاء اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير والجمعية المغربية للنوم واليقظة . ويتعلق الأمر أساسا ببحث علمي حول اليقظة والنوم أثناء السياقة ٬أنجز من طرف الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب والمركز الاستشفائي الجامعي -ابن سينا بالرباط ٬إلى جانب دراسات حول عوامل الخطورة والاختلالات المرتبطة باليقظة عند السائقين المهنيين بالمغرب ٬واضطرابات النوم التي تتسبب في حوادث السير وأثر استهلاك المخدرات على المؤهلات الإدراكية للسائقين . وتم بالمناسبة التوقيع على اتفاقية شراكة وتعاون بين اللجنة الوطنية للوقايية من حوادث السير وشركة "فيفو إينيرجي ماروك" . وعرفت هذه الندوة العلمية مشاركة حوالي 250 شخصا يمثلون مختلف القطاعات الحكومية وهيئتي الاطباء والصيادلة والمراكز الاستشفائية٬ وممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني المهتمين بمجال النوم والسلامة الطرقية على المستويين الجهوي والوطني .