في سياق مساعيها الرامية إلى إيجاد حل نهائي للصراع المفتعل حول الصحراء المغربية، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية المكلفة بشؤون الشرق الأدنى، عن وصول مبعوثها الخاص "جوشوا هاريس"، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي (المكلف بمنطقة شمال إفريقيا)، مساء أمس الخميس إلى الجزائر، في أفق الشروع في جولة مشاورات مع مسؤوليها، حول سبل تعزيز السلم الإقليمي وتكثيف المسار السياسي للأمم المتحدة بشأن ملف الصحراء، بهدف الوصول إلى حل دائم وكريم دون مزيد من التأخير. ووفق الخارجية الأمريكية دائما، ستكون الجزائر المحطة الأولى لمبعوثها الخاص، أين سيلتقي بمسؤوليها الذين يلعبون دورا محوريا في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، رغم محاولاتهم المتكررة، التنصل من تورطهم في تقديم الدعم الكامل لميليشيات "البوليساريو" الانفصالية، التي تهديد سلم وأمن المنطقة، على أن يطير "هاريس" مباشرة عقب ذلك إلى الرباط، من أجل استئناف المشاورات من المسؤولين المغاربة. في ذات سياق، يرى عدد من المحللين أن بلاغ وزارة الخارجية الأمريكية المكلفة بشؤون الشرق الأدنى، جاء هذه المرة بكيفية مغايرة، ولهجة أوضح وأشد، مشيرين إلى أن عبارة "تحقيق حل دائم وكريم دون مزيد من التأخير"، تؤكد سعي الإدارة الأمريكية الجاد لإنهاء وطي هذا الملف الذي عمر طويلا. كما يرى ذات المهتمين أن الادارة الأمريكية ماضية في ضغطها على الجزائر، بوصفها الطرف الأساسي المسؤول عن هذا النزاع المفتعل، من أجل تطبيق قرارات مجلس الأمن الذي أكد على ضرورة عودة الطرفين (المغرب والجزائر) إلى طاولة المفاوضات. ومعلوم أن الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت قد عبرت بشكل رسمي عن دعمها القوي لمقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب من أجل إنهاء ملف الصحراء، حيث تعهدت بانخراطها الإستراتيجي والجاد من أجل الدفع بمسلسل التسوية السياسي لهذا النزاع المفتعل، في أفق إيجاد حل قابل للتطبيق، يحترم الحقوق التاريخية والسيادة الوطنية للمملكة الشريفة.