أعلن عسكريون، يوم الأربعاء المنصرم، عن إطاحتهم بنظام الرئيس النيجر "محمد بازوم"، عقب احتجازه في القصر الرئاسي وإعلان العصيان. هذا الانقلاب دفع عددا من الدول والبلدان، الإفريقية منها على وجه التحديد، إلى تتبع تداعياته السياسية والاقتصادية ومواكبة آخر مستجداته الإقليمية ومآلاته/ هل المغرب، المتموقع في الشمال الإفريقي، معني بتداعيات انقلاب النيجر؟. في هذا الصدد؛ يرى محمد عصام لعروسي، أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، (يرى) أن "ثقافة الانقلاب راسخة بإفريقيا، لاسيما في الدول الهشة الموجودة غرب إفريقيا، من قبيل تشاد وبوركينافاصو ومالي وموريتانيا...". وتابع لعروسي، وفق تصريح له خص به موقع "أخبارنا"، أن "النيجر شهدت، سابقا، 4 عمليات انقلابية تسبب فيها الجيش"، لافتا إلى أن "النيجر تتموقع بمنطقة هامة تقع في الموقع الاستراتيجي بالنسبة إلى القارة الإفريقية عامة، والمغرب على وجه التحديد". أستاذ العلاقات الدولية أضاف أن "المغرب أمسى فاعلا إقليميا يحاول تحقيق الأمن والسلام في المنطقة، لاسيما وأن فرنسا متجاوزة ومرفوضة بالنسبة إلى النخب السياسية والعسكرية في القارة السمراء". كما أشار المصدر المذكور إلى أن "المنطقة تعيش على وقع اضطراب جيو-سياسي وأمني وعسكري، نتيجة وجود جماعات إرهابية تهدد إفريقيا ومنطقة الساحل". وبخصوص المبرر الذي قدمه رئيس المجلس الانتقالي الذي قاد الانقلاب الأخير، يشرح الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، ف"مرده إلى غياب الأمن في النيجر، فضلا عن تسجيل اضطرابات متواصلة، علاوة على فشل الحكومة السابقة في تحقيق الاستقرار الداخلي". واستطرد لعروسي، في الإطار نفسه، أن "تدخل الجيش في حياة المدنيين ديدن جل الدول الإفريقية"، موردا أن "تدخل القوى الخارجية، هي الأخرى، يُفضي إلى حدوث انقلابات، لاسيما إذا كانت الجبهة الداخلية للدول ضعيفة وهشة وقابلة للاختراق والانصياع لتوجهات وتعليمات الدول الغربية التي لها مصلحة في حدوث الانقلابات من حين إلى آخر".