انفجر صاروخ "ستارشيب" العملاق التابع ل"سبايس اكس" والمُخصّص للرحلات إلى القمر والمريخ، بعيد انطلاقه من تكساس الخميس (20 أبريل/ نيسان 2023) في أولى رحلاته المدارية التجريبية، على ما أظهر بثّ مباشر للشركة. ولا يشكّل هذا الانفجار فشلاً للشركة المملوكة للملياردير إيلون ماسك، كون الصاروخ انطلق بنجاح من منصّة إطلاقه، ما يمثّل أصلاً نجاحاً كبيراً ل"سبايس اكس". وهنّأ ماسك فرق العمل في شركته بعد إقلاع الصاروخ، واعداً بإجراء اختبار جديد "في غضون بضعة أشهر". وغرّد في صفحته عبر تويتر "تهانينا لفرق سبايس اكس على هذه التجربة الأولى المذهلة!"، مضيفاً "تعلّمنا الكثير للاختبار المقبل الذي سنجريه في غضون بضعة أشهر". وانفصل الصاروخ الأسود والفضي عن قاعدة إطلاقه قرابة الساعة 8,30 صباحاً بالتوقيت المحلي (13,30 بتوقيت غرينتش)، تزامناً مع صيحات فرح أطلقها العاملون في "سبايس اكس". وتمّت عملية إقلاع الصاروخ المنتظرة من قاعدة "ستاربايس" للفضاء في أقصى جنوب ولاية تكساس الأميركية. ولم تُعرف حتّى الساعة الأسباب التي أدّت إلى انفجار "ستارشيب" الذي يرمي إطلاقه بصورة أساسية إلى جمع أكبر قدر من البيانات للاستفادة منها في النماذج التالية. وكانت "سبايس اكس" أجرت الإثنين محاولة أولى لإطلاق الصاروخ، إلا أنّها أُرجئت بسبب مشكلة فنية طرأت في الدقائق الأخيرة من الاستعدادات. وقال رئيس "سبايس اكس" إيلون ماسك الأحد "هذه الرحلة الأولى لصاروخ ضخم ومعقد جداً"، مشيراً إلى أنّ هذا الاختبار "محفوف بمخاطر كبيرة". و"ستارشيب" البالغ طوله 120 متراً هو أطول من صاروخ "ناسا" العملاق الجديد "اس ال اس" (98 متراً) الذي أُطلق في مهمة أولى خلال تشرين الثاني/نوفمبر، ومن صاروخ "ساتورن 5" (111 متراً) الخاص بمهمات أبولو. كذلك، يُفترض أن يتمتع "ستارشيب" بقوة إقلاع أقوى بمرتين من "اس ال اس" و"ساتورن 5"، ما يجعله الصاروخ الأقوى في العالم. ولم تُجرَ قبلاً أي رحلة تجريبية للصاروخ الأسود والفضي بطبقتيه، ومنهما الأولى التي تحمل اسم "سوبر هيفي" والمجهزة ب33 محركاً على الأقل. واقتصرت الرحلات التي أجريت سابقاً على المركبة "ستارشيب"، وهي الطبقة الثانية من الصاروخ، إذ نُفذت رحلات تجريبية دون مدارية (حتى علو حوالي عشرة كيلومترات). وكانت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" قد اختارت هذه المركبة لنقل رواد الفضاء التابعين لها إلى القمر خلال مهمة "أرتيميس 3" التي من المقرر إطلاقها رسمياً سنة 2025. وهنّأ رئيس "ناسا" بيل نيلسون شركة "سبايس اكس"، مغرّداً عبر تويتر إنّ" كلّ إنجاز عظيم في التاريخ تطلّب مستوى معيّناً من المخاطر المحسوبة"، قائلاً إنّه "يتطلع للاختبار المقبل". وكان من المقرر في محاولة الإقلاع الخميس أن تنفصل طبقة "سوبر هيفي" بعد نحو ثلاث دقائق من إقلاع الصاروخ وتسقط في مياه خليج المكسيك. إلا أنّ هذه المرحلة لم تتمّ بل استمر الصاروخ في الدوران قبل أن ينفجر. ولو نجحت عملية انفصال هذه الطبقة عن الصاروخ لكانت مركبة "ستارشيب" شغلت محركاتها الستة وواصلت التحليق بمفردها على علو قد يتخطى 150 كيلومتراً. وكانت لتسقط في المحيط الهادئ بعد إجرائها أقل من دورة كاملة بقليل حول الأرض. إلا أنّ اجتياز كل هذه المراحل بنجاح في أول رحلة تجريبية كان ليكون إنجازاً للشركة. وكان إيلون ماسك حرص على التخفيف من التوقعات، قائلاً إنّ وصول الصاروخ إلى المدار من المحاولة الأولى مسألة غير مرجحة. وأبدى أمله في ألا تُدمّر منصّة الإطلاق في حال انفجرت محركات "سوبر هيفي" عند الإقلاع. وستتمّ أول رحلة مأهولة لصاروخ "ستارشيب" بالشراكة مع الملياردير الأميركي جاريد ايزاكمان. وسبق للملياردير الياباني يوساكو مايزاوا ولرجل الأعمال الأميركي دينيس تستو أن أعلنا عزمهما على إجراء رحلات حول القمر في هذا الصاروخ.