منذ أكثر من سنتين وأنا أحاول أن أعرف جيل اليوم لماذا كل إهتماماته إلا بالهجرة وب "الغولاسيو " فكنت أتقمس دور الباحث عن تيتيزة تعاشرني في يومياتي ، وأطلب من أصدقائي مساعدتي ، هناك من قال لي عليك بتكبير اللحية ، مع فتل العضلات في صالات لكمال الأجسام ، بينما يتجه بعضهم بقول لي لا بد لك من أن تصبح إنسانا " مخززا " أي شبيه بالمنحرفين والمجرمين في كلامك وتحركاتك ، مع حرصهم على إستخدام موسيقى الحانات التي غالبا لا أفهم أصحابها ما يقولون ، هي موسيقى عالية ومغنييها يلفظون بكلمات لا معنى لها ، وبعض من أصدقائي الآخرون الذين عاشوا بالمدن المليونية حيث لا مجال للحديث فيها عن الفرد كقيمة ، قالوا لي إن أردت فتاة عليك بتغيير شكلك وطريقة حلاقة شعرك ، كما عليك بإرتداء ملابس عصرية أي بها قطع ممزقة ،بينما أشدهم خبرة قال لي عليك بإحتراف الكذب ، قلت له كيف ؟ فكان الجواب هو أنك مثلا في تاونات ، قلت أنا الآن أتجول بشاطئ السعيدية ، كما ركزت في بحثي هذا في محاولتي معرفة حتى رأي "الجيل الذهبي " فأحدهم قال لي عليك بأن تكذب كذبة " لاصقة " فدائما ألح أنا على المثال ، فقال لي أحدهم مثلا قل لصديقتك لدي سيارة ولكن "عطيتها لولد عمي برزطني عليها عندو شي مو فالسبيطار " وأكد لي مرافقة هذا الكلام بنوع من التمثيل على مستوى الوجه واليدين ، أما أصحاب قنص الفتيات على الفيسبوك ، فكان رأيهم هو تغيير صورتي الفيسبوكية ووضع صورة لي مصورة في أرفع الأماكن بكاميرا عالية الجودة مع تعديلها عبر تقنيات التعديل الحديثة ، كما أكد لي بعضهم أن من أجل إسقاط شابة عليك بإنتحال صفة ما إما موظف أو ما شابه ذلك . لا أخفيكم كم كنت أتعجب لهؤلاء كيف يفكرون وغالبيتهم شباب يافع هم من تعول عليهم البلاد غذا ، وغالبيهم هؤلاء هم من سنجدهم في المستقبل يبكون على سوء أحوالهم الإجتماعية معلقين كل هذا على بلدهم .