توصلت جريدة "العمق" برسالة وجهها المهندس خالد الجكاني، الذي أدانته المحكمة الابتدائية مؤخرا ب 13 شهرا حبسا، بتهمة الارتشاء، إلى المقاول الذي يقول الجكاني إنه السبب وراء سجنه. وفي مايلي نص الرسالة: رسالة من المظلوم: خالد الجكاني إلى الظالم: حسان جمال امبارك وجامع (أرجوأن تصله شخصيا) لا سلام ولا رحمة من الله عليك أيها الظالم إلا إذا تبت وآمنت واستغفرت وأنبت لربك وبعد: أيها العبد المغرور بالدرهم المغرور بوساوس شياطين الإنس والجن أيها الواقف اليوم فوق التراب وغدا ستكون تحته. أتعجب كيف تنام وتأكل وتشرب وتعاشر نساءك وتمشي في الأسواق، هل يرتاح لك بال وأنت الذي رميت من نصحك ونصح غيرك مرات ومرات بتقوى الله وإصلاح أعمالك ومشاريعك خدمة لوطنك بعيدا عن المراوغة والغش، كم نصحتك بإصلاح مشاريعك وتحري الحلال وإتباع المعقول لكن الجشع وحب الدنيا منعك ومنع من معك وأعماك، وحسبت نفسك من الخالدين، وغرك بالله الغرور فأجمعت أمرك مع عبيدك وأسيادك وكدتم لي والله مطلع على ما فعلتم. لقد أسأت أيها الظالم إلى قبيلة الرجال الأتقياء قبيلة الجهاد والعزة قبيلة أيت باعمران المجاهدة .. حاشا أن تكون منهم. أتعجب "إن كنت فعلا تصلي" هل تضع جبهتك في مساجد طانطان نفاقا وأنت تعرف في قرارات نفسك أنك ظالم وضال، والظلم أعظم عند الله .. ويحك من الله إذ أضفت إلى الظلم صفة النفاق والكذب والرياء، إن الذي خلقك أعلم بك من الخلق، هوعز وجل يعرفك ويعرف سرك وعلانيتك نافق كيف شئت، وحده يعلم أنك ارتكبت كبيرة من الكبائر حينما وضعت يدك في يد الشيطان وتعاهدت معه على قبول السكن معه في جهنم، كيف لو باغتتك الموت بسكتة قلبية أوجاءك ملك الموت على حين غرة وأنت تسوق سيارتك أو نمت ولم تستيقظ إلا على صوت منكر ونكير، والله يا مسكين ما نفعتك مقالعك ولا أموالك ولا أموال الدنيا كلها ولا نفعك ضباط المحضر ولا من هم أعلى منهم درجة. أشفق عليك من غضب الله ولا أريده لك، اللهم إن كنت تريده لنفسك جهلا وتكبرا منك … ولا تظنن أني أترجاك أو أستعطفك، فما أنت إلا عبد ذليل حقير والرجاء من الله وحده. لكني في نفس الوقت أشكرك أنك كنت سببا لتجديد ارتباطي بالله الذي خلقني أكثر فأكثر فقد أنساني عملي الشاق وكثرة الأوراق بعضا مما تعلمته في طفولتي وشبابي من أذكار لله، ولقد أنستني نزاهتي وعفتي وصرامتي في عملي الدنيوي بعضا من القرآن ضعفا وعجزا مني لكن بسبب ظلمك رجعت للذكر وللتفكر .. رجعت للخلوة مع القلب ومراجعة النفس ومحاسبتها قبل أن ألقى الله وألقاك غدا في محكمة الآخرة ماسكا بيدك ظرفا من النار فيه مبلغ من نار وربما سيزيد عرقك أكثر وأكثر. كما أشكرك أنك عرفتني قدري عند أهلي وأحبابي وأصحابي والمخلصين من شرفاء هذا الوطن ومن كل القبائل والأجناس في العالم وكل معدن نفيس يكره الظلم والظالمين، الذين تضامنوا وتعاطفوا معي ومنهم من ذرف الدموع من أجلي جعلها الله لك أيها الظالم نارا تغرق فيها يوم القيامة أنت ومعاونيك. يا حسن المغرور … ما أشقاك أن اخترت لنفسك مكان الظالمين … فقد رضيت أنا بقضاء الله وقدره ورضيت بما كتبه الله علي وأن أكون مظلوما معتقلا زورا وبهتانا بدل الرضوخ لإغرائك وبيع ضميري وخيانة الله ووطني وقبول رشاويك، فقد فعلها من هوأشرف مني وأصدق مني سيدنا يوسف الصديق حين " قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ". ها أنت اشتريت اليوم عبيدا مثلك بدراهمك واشتريت من اشتريت في أجهزة الدنيا فهل تستطيع أن تشتري ملائكة الرحمان الغلاظ الشداد الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون؟ هل تستطيع أن ترفض حضور محكمة رب السموات والأرض؟ أدعوك صادقا إلى التوبة قبل الغرغرة وادعوك أن تصلح ما غرك به الشيطان وأسأل الله أن يبين لك سبل الهداية ويجعل خطيئتك تنبيها من الله لترجع إليه تائبا مستغفرا .. كما أدعوك إلى التقوى والخوف من الله، فلا سجني ينفعك ولا ظلمي سيفرحك، وكم أكون سعيدا عند الله إن كانت هدايتك على يدي. لكن إن أبيت وتكبرت وتماديت وأصررت ورفضت وسبق في علم الله أنك ضالّ ظالم، فأدعوجبّار السموات والأرض من سجني هذا أن يأخذك أخذ عزيز مقتدر وأن يشتت شملك وشمل كل الظالمين وأن يريك بأس الأولين ويلبسك لباس الخوف والمرض والهلع وينزل عليك عذاب الظالمين وأن لا يذيقك راحة بعد اليوم حتى تأخذك ملائكته جاحظ العينين مُشتت النفس والعقل كما فعل الله بفرعون. وانتظر يا حسن جمال: يَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا (25) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَٰنِ ۚ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا. وحسبي الله فيك ونعم الوكيل وحسبي الله فيك ونعم الوكيل وحسبي الله فيك ونعم الوكيل. من داخل السجن: المظلوم خالد الجكاني.