ما يزال القرار الجزائري القاضي بمنع الأساتذة الجامعيين ب"الجارة الشرقية" من المشاركة في الندوات التي ينظمها المغرب أو النشر في مجلاته، (ما يزال) يفرز مزيدا من التطورات، لاسيما وأن جنرالات "قصر المرادية" يخلطون السياسة بغيرها من المجالات، خصوصا البحث العلمي الذي يرتقي بالأمم والشعوب. وفي هذا الصدد، يرى محمد الدرويش، أستاذ التعليم العالي والفاعل السياسي والاجتماعي والأكاديمي المغربي، أنه "يومًا بعد يوم؛ يتضح جليًا للرأي العام المغاربي والدولي العداء الدفين الذي يُكنه النظام الجزائري للمغرب، فهو لم يترك أي مجال من المجالات للتعبير عن هذا الحقد والعداوة والكراهية تجاه كل ما يأتي من المملكة المغربية، لدرجة يصعب على أحدث مدارس علم النفس إيجاد تفسير مقنع لذلك، فكيف يجوز إيجاد الدواء إذا استحال تشريح الحالة المرضية هذه". وتساءل الدرويش، وفق تصريح له خص به موقع "أخبارنا"، "هل ستمنع الجزائر بقرارها هذا التواصل العلمي المعرفي المغاربي في زمن العولمة؟"، مردفا أن "النظام الجزائري الحاكم المعادي لكل ما يأتي من المغرب يتنفس هواء الحقد الدفين ضد المملكة المغربية الشريفة". أستاذ التعليم العالي أردف أن "الحالة المرضية للنظام الجزائري بلغت حالة من اليأس يصعب معها إيجاد الدواء والحلول بمسها الحريات الأكاديمية للزملاء الأساتذة الباحثين بالشقيقة الجزائر، علمًا أن ما يجمع الشعب المغربي والشعب الجزائري الشقيق أكبر بكثير مما يتخيله أو يتصوره النظام الجزائري المتحكم في رقاب شعب بكامله". كما أبرز الأكاديمي عينه أن "النظام الجزائري يبحث بكل الوسائل عن اختلاق المشاكل مع المملكة المغربية دون موجب حق طبعًا، والمنع هذا لن يزيد الأساتذة الباحثين المغاربة والجزائريين إلا تقربًا وترسيخًا لتواصل علمي معرفي أكاديمي حر منتج لما فيه خير لشعوبنا". وبالمناسبة، يستطرد الدرويش، "لا بد من تذكير النظام الجزائري بأن الجامعات المغربية والمنظمات المدنية والحزبية تستقبل مئات الأساتذة الباحثين والفاعلين الأكاديميين والاجتماعيين والسياسيين على طول السنة؛ إذ يأتون إلى بلدهم مرحب بهم ونسخر لهم كل أسباب راحتهم وزياراتهم الأكاديمية والاجتماعية، فلماذا يريد البعض إفساد هذه العلاقات القوية بالتاريخ والجغرافيا والثقافة والدين والنسب حتى؟". "إن المنطقة المغاربية تخسر اقتصاديا ما يقارب نقطتين في الدخل الفردي، ووجود تكتل مغاربي هو وجود منطقة اقتصادية قوية بمواردها البشرية وطاقاتها الطبيعية وقوتها الاستهلاكية ومواقعها الجغرافية"، يشدد أستاذ التعليم العالي. واغتنم الأكاديمي عينه الفرصة لتوجيه نداء من القلب إلى حكام الجزائر بقوله: "كفوا عن العداء ضد المغرب وعودوا إلى رشدكم إن استطعتم إلى ذلك سبيلًا"، داعيا إياهم إلى "عدم إهدار أموال شعبكم في ما لا يفيده ولا علاقة له به". كما دعاهم الدرويش إلى "الاستثمار في استرجاع اللحمة بين البلدين الشقيقين لما فيه خير لنا جميعًا، ولنطو الصفحة ونفتح أخرى جديدة نقية صافية تذكر بأمجاد شعبينا وتنسى نقط الخلاف بين النظامين، فما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، ولنستفد من العلاقات الفرنسية الألمانية، وكيف تم طي الصفحات الأليمة، وكيف يتم بناء الحاضر من أجل المستقبل. فمستقبل بلدكم جزء من مستقبل المنطقة المغاربية اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا".