اعتبرت فرنسا أن موقف الرئيس المصري محمد مرسي ضد تدخلها العسكري في مالي يمثل "أقلية" في مواجهة إجماع واسع في المجتمع الدولي يدعمه، بينما أكد ما يسمى المجلس الإسلامي الأعلى في مالي أن هذا التدخل "ليس اعتداء على الإسلام". وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو بمؤتمر صحفي إنه يتعين على باريس أن توضح وتقدم تفاصيل أكثر حول ما يحدث، والأسباب التي دفعتها إلى التدخل في مالي، معترفا بأن فرنسا لم تشرح موقفها بما فيه الكفاية. وشدد على ضرورة أن تؤكد بلاده خلال اتصالاتها الوثيقة مع المصريين على مواصلة المحادثات الثنائية والشرح لهم بشكل يجعلهم يشاركونها تحليلها حول خطورة الأحداث وضرورة مواجهتها، موضحا أن أزمة مالي ستكون على جدول أعمال الزيارة المقبلة لمرسي إلى باريس. وختم المتحدث الفرنسي أن باريس والقاهرة تتقاسمان الأهداف والأولويات الواردة في قرارات مجلس الأمن حول ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي مالي وعلى استقرار المنطقة ومكافحة ما سماه الإرهاب والتوصل إلى حل سياسي. وفي العاصمة باماكو أكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى محمود ديكو أن تدخل القوات الفرنسية دعما للجيش في حربه على المقاتلين الإسلاميين "ليس اعتداء على الإسلام". وقال ديكو بمؤتمر صحفي في باماكو إن المجلس "يدين بقوة حملة التشويه الصادرة من بعض الدول الإسلامية وبعض المسؤولين الدينيين النافذين في العالم الإسلامي والتي وصفت التدخل العسكري الفرنسي إلى جانب القوات المالية بأنه اعتداء على الإسلام". وأضاف ديكو "لقد جاءت فرنسا لنجدة شعب منكوب، تركته كل هذه الدول الإسلامية لمصيره". تنديد مرسي وكان الرئيس المصري ندد الاثنين بالتدخل الفرنسي، وقال في كلمة خلال افتتاح القمة الاقتصادية العربية بالرياض إن القاهرة لا توافق أبدا على هذا التدخل لأن من شأنه أن يؤجج الصراع بالمنطقة، ودعا لأن يكون التدخل سلميا وتنمويا. وأكد مرسي أن مصر لا تريد خلق بؤرة جديدة للصراع الدامي في وسط أفريقيا تعزل الشمال العربي عن عمقه الأفريقي. وكانت فرنسا تدخلت عسكريا في مالي في ال11 من يناير/ كانون الثاني لمساعدة جيش مالي في وقف تقدم المقاتلين الإسلاميين باتجاه العاصمة، واستعادة المناطق الشمالية التي وقعت في أيديهم.