كشف عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، أن "الحصيلة الأولى لزيارة مبعوث الأممالمتحدة إلى الصحراء المغربية كانت إيجابيا بالنسبة إلى الرباط، لاسيما وأن المغرب عبّر عن رغبته في مواصلة الموائد المستديرة، وفق ما ينص عليه القرار الأخير لمجلس الأمس 2602"، مؤكدا أن "الرباط ملتزمة بالقرارات الشرعية الدولية والتوجيهات الأممية". وأضاف الفاتحي، خلال حلوه ضيفا على برنامج "وجها لوجه" الذي تبثه "فرانس24"، أن "هذه الرؤية الإيجابية قد لا تجد نفس التوجه بالنسبة إلى مخيمات تندوف، خصوصا وأن هناك استباقا لشروط معاينة، ناهيك عن اتهام الهيئة الأممية بكونها غير محايدة"، لافتا إلى أن "هذا الوضع يعمق من أزمة الثقة، ويضع عراقيل قصد تعطيل مهمة بعثة المينورسو، علاوة على عرقلة عمل ستيفان دي ميستورا نفسه". مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية شدّد على أن "الموقف ذاته الذي اتخذته جبهة البوليساريو الوهمية هو عينه الذي ستحذو حذوه الجزائر؛ إذ سبق لها أن أعلنت رفضها الذهاب صوب طاولة المفاوضات"، موضحا أن "هذا الموقف يخالف قرارات الشرعية الدولة والقرار الأخير لمجلس الأمن"، كاشفا أن "ما يقوم به المبعوث الجديد تتمةٌ لما قام به المبعوث السابق 'هورست كولر'؛ أي التفاوض بصيغة الموائد المستديرة من أجل الوصول إلى حل لهذا النزاع المفتعل". ودعا الفاتحي إلى "ضرورة وضع الثقة في الهيئة التحكيمية للأمم المتحدة"، مشددا على أن "مسار هذا الملف عرف تطورات مستمرة ومتواصلة، وهناك تغيرات حدثت في القضية"، مستدركا بالقول إن "مجلس الأمن يرغب في الوصول إلى حل سياسي متوافق بشأنه"، موردا أن "المغرب منذ 2007 قدّم مقترح 'الحكم الذاتي' الذي وصف بكونه ذا مصداقية وواقعية". كما أكد مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية أن "جولة 'دي ميستورا' تفاوضية، وفيها دعوة إلى الالتزام بالقرارات الأخيرة لمجلس الأمن"، موضحا أن "الأطراف الأخرى تريد العودة إلى نقطة الصفر؛ بيد أن المجتمع الدولي سيرفض الوضع، وسيسعى إلى مواصلة ما بلغه المبعوث السابق"، مضيفا أن "قرار 2602 تحدث عن الجزائر 5 مرات؛ ما يدل على أنها طرف أساسي وفعلي في النزاع، وليست بعيدة عن الملف كما تدعي وتزعم في الخرجات الإعلامية لمسؤولي قصر المرادية". الفاتحي خلص إلى أن "الجزائر ينبغي أن تقتنع بالهيئة التحكيمية، وعليها أن تكون واقعية وتؤمن بأن هناك متغيرات كبيرة حدثت في الملف؛ منها الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، والدعم الألماني الأخير، والدعم الإسباني في المستقبل. كما أن خيار الاستفتاء الذي تدعو إليه 'الجارة الشرقية' يعطل مسار الحل، والمغرب عبر عن جاهزيته للجلوس إلى طاولة الحوار، من أجل الحل حل هذا النزاع الذي عمّر لعقود من الزمن". تجدر الإشارة إلى أن ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أجرى، الخميس الأخير في الرباط، مباحثات مع ستيفان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، بحضور عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى هيئة الأممالمتحدة. ووفق بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، فإن الزيارة الإقليمية ل"دي ميستورا" تندرج في إطار تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2602، المعتمد بتاريخ 29 أكتوبر 2021، والذي جددت فيه الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة دعوتها لكل الأطراف مواصلة مشاركتهم في مسلسل الموائد المستديرة، بروح من الواقعية والتوافق، من أجل الوصول إلى حل سياسي وواقعي وعملي ودائم وقائم على أساس التوافق.