في ثاني محطة له بالمنطقة ضمن جولة "الصحراء"، وصل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، صباح اليوم السبت، إلى مطار تندوف، مباشرة بعد لقائه بناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج. والتقى دي ميستورا في جولته الجديدة زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي، ومحمد عمار، "ممثل" الجبهة في الأممالمتحدة، فيما تروج الجبهة أخبارا عن عزم المبعوث الأممي زيارة مرافق صحية وتربوية. واعتبر "ممثل" جبهة البوليساريو في الأممالمتحدة، في تصريح صحافي نقله التلفزيون الحكومي الجزائري، أن "دي ميستورا يزور المنطقة وهي تشهد حالة حرب مفتوحة.." وأضاف "نحن سنستمع إلى دي ميستورا ونبلغه بكل وضوح موقفنا من العملية السلمية ومن آفاقها (...) ولو أننا لا نتوقع الكثير بحكم أنها أول زيارة، وهي زيارة تواصلية". وانبرت وسائل إعلام تابعة للجبهة للتشويش على زيارة دي ميستورا وممارسة الضغط على فريقه الأممي، لاسيما في ظل حديث قيادات البوليساريو عن الحرب في الصحراء وسقوط ضحايا، بينما تعكس زيارة المبعوث الخاص صفاء وهدوء الأجواء في الصحراء المغربية. وتندرج الزيارة الإقليمية لدي ميستورا في إطار تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2602، المعتمد بتاريخ 29 أكتوبر 2021، الذي جددت فيه الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة دعوتها كل الأطراف لمواصلة مشاركتها في مسلسل الموائد المستديرة. وأعرب المغرب عن التزامه باستئناف العملية السياسية تحت الرعاية الحصرية لهيئة الأممالمتحدة للتوصل إلى حل سياسي على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وفي إطار مسلسل الموائد المستديرة، بحضور الأطراف الأربعة. وقال المحلل والخبير في ملف الصحراء عبد الفتاح فاتحي إن "الجزائر والبوليساريو تعولان على أسباب تعطيل مسار التسوية السياسية التي يقودها دي ميستورا طالما أن موقفهما التفاوضي ضعيف للغاية، لاسيما بعد تزايد الدعم الدولي لجدول أعمال جولة المبعوث الشخصي إلى الصحراء، منها تنفيذ أحكام القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي رقم 2602". وأوضح الخبير المغربي، في تصريح لهسبريس، أن جولة دي ميستورا تتمحور أساسا حول دعوة الأطراف للجلوس إلى مائدة مستديرة وفق ما دعا إليه مجلس الأمن الدولي ودون شروط مسبقة، مشيرا إلى أن الجزائر والبوليساريو سارعتا إلى اعتبار الجولة تواصلية وليست تفاوضية. وأكد فاتحي أن الترويج لهذه الأطروحة يكشف حجم الارتباك السياسي للخصوم في مواجهة الضغط الدولي بعد اصطفاف الرأي العالمي لدعم تحرك المبعوث الشخصي لاستكمال ما انتهى إليه المبعوث السابق هورست كولر. وتابع المحلل ذاته قائلا إن "موقف الخصوم يتقهقر بتجديد الخارجية الأمريكية دعوتها للمبعوث الأممي إلى الصحراء ستافان دي ميستورا بالعمل من خلال جولات الحوار بين أطراف النزاع للوصول إلى حل سياسي واقعي وعملي ودائم". وأضاف "لا يجد الخصوم مبررات لتعطيل جولة دي ميستورا غير زيادة الخرجات الإعلامية حول الأعمال العدائية التي تنفذها الجبهة بدعم وتمويل جزائري في المنطقة. إلا أن ذلك يحمل الجزائر مسؤوليتها في تعطيل المسار الأممي للوصول إلى حل لنزاع الصحراء".