حظيت الجولة الإقليمية التي قام بها "ستيفان دي ميستورا"، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريس"، باهتمام الصحافة الوطنية والأجنبية، من أجل مواكبة آخر تطورات ملف عمّر لعقود من الزمن ولم يجد بعد طريقه إلى الحل والتسوية. كما استأثرت الجولة نفسها، التي استهلها 'دي ميستورا' بزيارة الرباط أولا، باهتمام محللين سياسيين وأساتذة جامعيين سلطوا ضوء التحليل عليها، معربين عن تفاؤلهم بنتائج الجولة وحدوث تطورات إيجابية لصالح قضية الصحراء المغربية العادلة والمشروعة. عبد الفتاح البلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة القاضي عياض في مراكش، ورئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات في الرباط، كشف أن "التطور الإيجابي في ملف الصحراء المغربية حاصل أصلا بعد صدور قرارات مجلس الأمن"، مؤكدا أن "زيارة 'دي ميستورا' تأتي بناء على قرار 02-26". وزاد البلعمشي، في تصريح خصّ به موقع "أخبارنا"، أن "المبعوث الشخصي له مهام معينة حددها له مجلس الأمن"، مؤكدا أن "مهمة 'دي ميستورا' صعبة، نظرا إلى أن الجزائر ترفض العودة إلى المفاوضات بصيغة الموائد المستديرة لحل هذا النزاع المفتعل"، مردفا أن "الصعوبة تكمن، أيضا، في المواقف الجزائرية الأخيرة من المغرب، وقرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط". وأمام هذا الوضع، يقول أستاذ العلاقات الدولية نفسه، "فإن الجزائر في موقف حرج أمام المبعوث الشخصي، و'دي ميستورا' في موقف صعب من أجل القيام بمهمته"، مبرزا أن "عمله برمته يدخل في إطار الفصل السادس من ميثاق الأممالمتحدة، الذي يتحدث عن تسوية النزاعات بالطرق السلمية". وتابع رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات في الرباط أن "مكاسب المغرب من هذه الجولة ستتجلى في العودة إلى الموائد المستديرة، ناهيك عن المكاسب القانونية الكامنة في فتح عدد منهم من القنصليات في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، ما يؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، أن دولا كثيرة تقر بعدالة ملف المغرب ومشروعية قضيته. تجدر الإشارة إلى أن ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أجرى، الخميس الأخير في الرباط، مباحثات مع ستيفان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، بحضور عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى هيئة الأممالمتحدة". ووفق بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، فإن الزيارة الإقليمية ل"دي ميستورا" تندرج في إطار تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2602، المعتمد بتاريخ 29 أكتوبر 2021، والذي جددت فيه الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة دعوتها لكل الأطراف مواصلة مشاركتهم في مسلسل الموائد المستديرة، بروح من الواقعية والتوافق، من أجل الوصول إلى حل سياسي وواقعي وعملي ودائم وقائم على أساس التوافق.