قامت لجنة مختلطة تتكون من ممثلي الدرك الملكي و السلطة المحلية و الوقاية المدنية و مندوبية وزارة الصحة بالجديدة مساء أول أمس الإثنين، بنقل الرجل الخمسيني ضحية عملية الاحتجاز بكوخ مهجور بدوار “أولاد عسو” بتراب جماعة مكرس لمدة 15 سنة، إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالمدينة ذاتها. و فيما لجأ مسؤولو المستشفى نفسه إلى استعمال أداة قاطعة كهربائية “لامون” لتكسير أقفال السلاسل الحديدية التي اعتُمدت في تكبيل رجلي الضحية، فقد أكدت مصادر طبية أنه قد خضع لفحوصات أولية من طرف طبيب أخصائي في الطب النفسي، الذي قرر وضعه تحت العناية الطبية بقسم الأمراض النفسية و العقلية بهذا المرفق الصحي العمومي، بل و أضافت بأنه سيخضع لفحوصات عديدة من طرف فريق طبي يضم أخصائيين في علاج الجهاز الهضمي و التنفسي و القلب و الشرايين و الجلد و الرأس و العينين و الأذن و الأنف و الحنجرة، كما سيخضع لفحوصات دقيقة بواسطة تحاليل مختبرية في أفق كشف المضاعفات الصحية التي من شأنها أن تنتج عن قضائه فترة طويلة في ظروف صعبة جراء حرمانه من تغذية سليمة و ملابس كفيلة بحمايته من قساوة البرد في فصول الشتاء المتعاقبة طيلة 15 سنة، فضلا عن قضائه هذه المدة بين أكوام النفايات و الفضلات التي تنبعث منها روائح كريهة قد تؤثر على جهازه التنفسي… و من المقرر أن يكون الضحية قد خضع يوم أمس الثلاثاء لعناية اجتماعية من طرف مساعدين اجتماعيين سيتولون مهمة تقليم أظافره التي تجاوز طولها عدة سنتيمترات و حلق لحيته الكثة و شعره الأشعث قبل الاستفادة من عملية استحمام، ليشرع في خوض رحلة العلاج الشاقة. و بموازاة مع ذلك، فقد باشر رجال الدرك الملكي تحقيقاتهم و تحرياتهم الميدانية من أجل فك لغز احتجاز الضحية في ظروف لا إنسانية طيلة عقد و نصف من الزمن، في أفق إحالة كل من ثبت تورطه في ذلك على العدالة. و تضاربت آراء سكان دوار “أولاد عسو” حول ظروف احتجاز الضحية بكوخ مهجور، ما بين محاولة الحد من اعتداءاته و ردود فعله الانفعالية تجاه الآخرين، على اعتبار أنه يعاني من خلل عقلي، و محاولة الاستيلاء على أرض فلاحية كان يقوم باستغلالها. و كان السكان أنفسهم قد فجروا قضية احتجاز الضحية بعد صمت طال مدة عقد و نصف من الزمن، بعدما ضاقوا ذرعا من الروائح النتنة التي باتت تنبعث من الكوخ مسرح الاحتجاز، ليتم العثور عليه مكبل الرجلين، عاري الجسد، بشعر أشعث و لحية كثة، و أظافر طويلة…