منذ أن شرع في تقديم خدماته في العاشر من غشت الماضي٬ ووتيرة الإقبال على المستشفى الميداني الطبي الجراحي المغربي في مخيم "الزعتري" للاجئين السوريين بالأردن٬ تسير في خط تصاعدي٬ حتى أضحى يشكل المرجع الرئيسي لهؤلاء اللاجئين للحصول على العلاجات الطبية والنفسية. ولعل ذلك ما تعكسه حصيلة أنشطة هذه الوحدة الطبية المتكاملة٬ التي أقيمت بأمر من الملك محمد السادس٬ للمساهمة في إغاثة اللاجئين السوريين٬ بعد أن تجاوزت أعداد الوافدين عليها عتبة الألف لاجئ٬ استفادوا من الخدمات التي تقدمها أطرها الطبية والتمريضية٬ في مختلف أقسامها٬ ولجميع فئات اللاجئين٬ بدقة واحترافية عالية وبكل تفان ونكران للذات. وبحسب القائمين على المستشفى٬ فإن معدل الإقبال عليه تزايد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة٬ حيث أصبح يصل الى ألف لاجئ في اليوم٬ من بينهم ما لا يقل عن 150 طفلا٬ في حين يصل عدد الخدمات الطبية التي يقدمها إلى ألف خدمة في اليوم. وهكذا بلغ العدد الإجمالي للاجئين السوريين٬ الذين استفادوا من خدمات المستشفى المغربي٬ إلى غاية يوم 29 كانون الأول/ديسمبر الماضي 64 ألفا و860 لاجئ من بينهم 32 ألفا و49 طفلا٬ تقل أعمارهم عن 15 سنة٬ و17 ألفا و54 امرأة٬ و15 ألفا و757 رجلا٬ استفادوا من 95 ألفا و377 خدمة طبية٬ شملت مختلف أنواع الفحوصات والعلاجات والعمليات الجراحية وعمليات الولادة٬ وسلمت لهم كميات من الأدوية٬ من خلال 57 ألفا و610 وصفات طبية مجانية. كما استقبل المستشفى 240 من جرحى الحرب السوريين٬ خضع عدد كبير منهم لعمليات جراحية٬ في حين بلغ عدد حالات الولادة التي شهدها٬ 72 حالة٬ 39 منها أجريت بعمليات قيصرية٬ بينما استفاد 1454 لاجئا من خدمات الدعم النفسي. أما قسم المستعجلات٬ الذي يشتغل على مدار الساعة٬ فقد توافد عليه لوحده 12 ألفا و521 لاجئا سوريا٬ واستقبل بشكل مباشر عددا من جرحى الحرب. وبذلك يكون المستشفى المغربي قد تكفل لوحده٬ ومنذ شروعه في العمل٬ في توفير أكثر من 50 في المائة من الخدمات الطبية والصحية٬ المقدمة للاجئين السوريين بمخيم "الزعتري"٬ الذي تم افتتاحه يوم 29 يوليوز الماضي في محافظة المفرق (شمال شرق). ويجد هذا الاقبال الكبير على المستشفى المغربي تفسيره في كونه الأكبر من نوعه داخل المخيم٬ كما كان سباقا في تقديم خدماته للاجئين السوريين٬ وفي توفره على قسم للمداومة يعد الوحيد بالمخيم٬ فضلا عن كونه الأكثر تكاملا من بين المستشفيات الميدانية الأخرى٬ وذلك لما يتوفر عليه من تجهيزات ضرورية تمكنه من القيام بمهامه على أحسن وجه (مختبر للتحليلات الطبية٬ مصلحة الفحص بالأشعة والصدى٬ عيادة طب الأسنان٬ صيدلية ...)٬ مما جعله قبلة للحالات الطبية الصعبة٬ وأهله ليحظى بثقة اللاجئين السوريين. يذكر أن المهمة الأساسية للمستشفى المغربي الذي أقامته القوات المسلحة الملكية٬ تتمثل في تقديم الدعم الصحي للاجئين السوريين على الحدود الأردنية– السورية. ويتكون المستشفى الذي تصل طاقته الاستيعابية إلى 60 سريرا قابلة للرفع من 75 موظف موزعين على 27 طبيب٬ من 20 تخصصا و16 ممرضا و32 فنيا متخصصا في الدعم والصيانة الطبية.