تحل احتفالات رأس السنة الميلادية، التي تشكل بالنسبة للكثيرين مناسبة لتبادل الهدايا، في جو تطبعه أزمة كورونا التي ألقت بظلالها على مختلف القطاعات والأنشطة، مما انعكس، مع اقتراب الاحتفاء بالسنة الميلادية الجديدة (2021)، على إقبال العديد من المواطنين على اقتناء الورود والحلويات التي تشهد رواجا كبيرا في مثل هذه المناسبات. ففي محلات بيع الورود وأشجار عيد الميلاد والزينة، وعلى عكس توقعات الباعة الذين يتطلعون إلى مثل هذه المناسبات لبيع منتجاتهم، يثير انتباه الزائر قلة الاقبال على هذا النوع من الهدايا مقارنة مع السنوات الماضية، بفعل التداعيات الاقتصادية والتدابير الأمنية التي فرضتها السلطات العمومية للحد من خطورة انتشار وباء كورونا. وفي هذا الصدد، أكد صاحب محل لبيع الورود، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن القطاع عرف ركودا، حيث تراجع الطلب مقابل وفرة العرض، مضيفا أنه "في رأس السنة الميلادية الجديدة كنا نأمل أن يكون هناك إقبال على الورود على غرار السنوات الماضية غير أن الجائحة حالت دون تحقيق هذا الطموح". ولا يختلف الوضع بالنسبة لمحلات بيع الحلويات التي شهدت، على غرار محلات الورود والزينة، تراجعا في مبيعاتها، ولاسيما قوالب الحلوى التي تظل عنصرا رئيسيا ورمزا للاحتفال برأس السنة الميلادية. ومما يجسد هذا المعطى، يقول خالد، مالك محل حلويات بمدينة الرباط، في تصريح مماثل، إنه في ظل تدابير حظر التجوال (ابتداء من الثامنة مساء إلى السادسة صباحا)، ومع منع كل أشكال الاحتفالات بما فيها تلك المتعلقة برأس السنة، يعاني القطاع من انخفاض حاد في عدد الطلبيات التي يتم معظمها عبر "الإنترنيت" تلبية لرغبة البعض في الاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة في أجواء عائلية. أما الطفل أنس، الذي انتابته أحاسيس الفرح برؤية حلويات من مختلف الأشكال والأنواع، فقال إنه "جاء رفقة أمه لاقتناء الكعكة المناسبة للاحتفال رفقة أسرته، رغم ظروف الجائحة التي حتمت علينا المكوث في البيت". بدوره، أكد إلياس، القادم من الديار الهولندية للاحتفال رفقة أبويه، أن سنة 2020 كانت استثنائية بكل المقاييس، وأن مظاهر الاحتفال مختلفة تماما مقارنة بالسنوات الماضية، حيث اعتدنا الاحتفال رفقة أصدقائنا وأقاربنا في فضاءات عامة مفتوحة إلا أن الجائحة فرضت علينا المكوث في البيت". وفي ظل هذه الظروف الاستثنائية، يستقبل المغاربة، على غرار باقي دول العالم، السنة الميلادية الجديدة، في ظل أجواء تغيب عنها الفرحة المعتادة مع أمل في أن يكون اللقاح المرتقب بارقة أمل لطي آخر صفحة مظلمة من سنة 2020، والعودة إلى الحياة الطبيعية سنة 2021.