حركة دؤوبة تعم شوارع الرباط، الأجواء لا تختلف عن مساءات الأعياد الدينية للمغاربة رغم أن المناسبة هي حلول السنة الميلادية الجديدة .. راجلون يجوبون أزقة المدينة، وأغلبهم يتوجهون إلى محلات بيع الحلويات من أجل اقتناء "كعكة العيد". داخل محل ممون للحفلات، مشهور وسط الرباط، ينتظر الناس لساعات قبل تزويدهم بطلبهم. تصرخ امرآة منتقدة: "ساعة وأنا أنتظر وكعكتي لم تجهز بعد"، وهو ما أثار استياء المكلفة بالتواصل مع الزبناء بخصوص ما يرغبون في تبضعه. حسناء، المكلفة باستقبال الطلبات، تقول في تصريح لهسبريس: "الناس لم يعد يكفيهم الاحتفال بواسطة كعكة الميلاد فقط، بل باتت الطلبات تشمل أيضا أكلات خاصة؛ مثل البسطيلة". وأضافت المتحدثة، في التصريح نفسه وهي منكبة على التعامل مع طلبات قاصدي المحل التجاري الذي تعمل به، "ظللنا اليوم كله دون تناول وجباتنا الخاصة من كثرة الطلبات التي استقبلناها"، بتعبيرها. الإقبال على اقتناء "كعكة الميلاد" لم يقتصر على المحلات الكبرى، بل شمل أيضا الأزقة الشعبية بالرباط حيث توجه ذوو الدخل المحدود لاقتناء حلويات بأثمنة أقل. وقد اختار بائع متجول وضع عربته لبيع الحلويات أمام مخبزة مخصصة لهذا الأمر، وكان الإقبال عليهما بالقدر نفسه؛ إذ اصطف زبائن يقتنون حلويات صغيرة الحجم من صاحب العربة، بأثمنة زهيدة، فيما دلف آخرون إلى المخبزة منتظرين توصلهم بطلبياتهم. يقول محمد، أحد المنتظرين، إنه "ليس الغرض هو الاحتفال بالمناسبة بقدر ما هو فرصة من أجل أن تجتمع العائلة، متمنين أن تبتدأ السنة الجديدة وتحمل معها الخير والبركة". الاكتظاظ لم يقتصر فقط على المحلات الخاصة ببيع الحلويات، بل أيضا المتاجر الكبرى وسط العاصمة كان الإقبال عليها كثيفا. ومن خلال نظرة سريعة تجد أن جل الواقفين أمام صندوق الأداء يحملون منتوجات محلاّة في أياديهم. وعرفت شوارع الرباط، أيضا، حضورا أمنيا قويا؛ بحيث لم يخل أي زقاق من عناصر شرطة تعبره جيئة وذهابا، إضافة إلى دوريات الأمن التي تجوب كل منطقة على حدة، فيما آخرون تموقعوا بعدد من السدود الأمنية، الإدارية منها والقضائية.