في سؤال كتابي موجه إلى "الحكومة المغربية"، حول موضوع "المغاربة المطرودين من الجزائر"، أكد النائب البرلماني السيد "عمر حجيرة" عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، أن هذا الموضوع سيظل نقطة سوداء في الذاكرة الجماعية للمغاربة والجزائريين والإنسانية جمعاء. وأوضح "حجيرة" أنه في مثل هذا اليوم، أي 18 دجنبر 1975، عمدت السلطات الجزائرية إلى طرد آلاف المغاربة والمغربيات على مراحل، امتدت لأسابيع، والمسلمون يحتفلون حينها بعيد الأضحى المبارك، مشيرا أن: "جيل السبعينات يتذكرون جيدا هذا الحدث حيث تم ترحيل آلاف الاسر"، حيث قال: "أتذكر جيدا وانا طفل صغير، مشاهد مؤلمة، حيث كنت إلى جانب والدي رحمه الله وعدد كبير من سكان مدينة وجدة، في انتظار إخواننا على الحدود، أفواج من أطفال، نساء ورجال، تم اقتيادهم من منازلهم، دون أن يترك لهم الوقت حتى لارتداء ملابسهم، كبار السن، نساء حوامل مرضى.. تم كل ذلك في أجواء برد جد قارس وظروف صعبة، بوسائل نقل تتنافى مع أبسط شروط حقوق الإنسان، وتضرب في الصميم حرمة الجوار والدين والاخلاق والقيم الانسانية وكل الروابط الاخوية و قيم الجوار والمصاهرة التي تجمع الشعبين المغربي والجزائري". وتابع الاستقلالي "حجيرة" قائلا: "ونحن نتذكر هاته الفترة السوداء في التاريخ المشترك، لابد أن نوجه تحية إكبار وإجلال الى رجال ونساء وجدة الذين وقفوا آنذاك وقفة بطولية على خط الحدود المغربية الجزائرية (زوج بغال) لتقديم الدعم النفسي والمساعدات الغذائية يوميا، ليل نهار إلى اخواتهم واخوانهم المرحلين"، حيث أكد أنه: "منذ 1975، والمغاربة المطرودون من الجزائر ينتظرون إنصافهم ورد الاعتبار من طرف الدولة الجزائرية، وذلك بتقديم اعتذار رسمي باسم الدولة الجزائرية المتسببة في معاناتهم الإنسانية المستمرة، الى كل هؤلاء المواطنين المغاربة العزل الذين تم ترحيلهم في ظروف غير إنسانية". بعد 45 سنة من هذا الحادث المأساوي، قال "حجيرة": "وجب التذكير مجددا بضرورة التدخل لدى الجهات الجزائرية الرسمية لإسترجاع ممتلكات وأموال المغاربة المرحلين قسرا والتي تركوها هناك وانتزعت منهم ضدا على إرادتهم"، حيث شدد على أن: "التاريخ لا يرحم والحقوق لا بد أن تعود لأصحابها طال الزمان او قصر". وفي ختام سؤاله الكتابي قال "حجيرة" أن ما وقع: "هي كذلك مناسبة للتأكيد مرة أخرى على أننا شعب واحد بتاريخ وكفاح ومصير مشتركين، والتذكير مرة أخرى بسياسة اليد الممدودة إلى أصهارنا وجيراننا وإخواننا، والتي بادر جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، بالتعبير عنها في عدة مناسبات".