قبل تفكيك أحد المفاهيم المبتكرة او التي تم احياؤها منذ أن ظهر وباء كوفيد 19 في بلادنا في شهر مارس الماضي وربطه بما يقابله لغويا واصطلاحيا و دلاليا ، لابد من الترحم على ارواح من فقدناهم من اخواتنا واخواننا، وأن نتقدم بالتعازي والمواساة إلى أهلهم وذويهم في هذا المصاب الجلل. والشفاء العاجل لباقي المصابات والمصابين .ومع ذلك يجب أن نهنئ أنفسنا جميعا بما تحقق من نتائج إيجابية لحد الان وإلى يومنا هذا،من خلال محاصرة هذا الفيروس القاتل والحد من خطورته ،مما أدى إلى ارتفاع عدد المتعافين بنسبة %67 تقريبا من العدد الإجمالي للمصابين. في الوقت الذي لم تسجل فيه اي حالة وفاة في بعض الايام الاخيرة .وهذا كله بفضل القرار الحكيم والرشيد لدولتتا التي اختارت حياة وصحة المواطنات والمواطنين قبل اي شيى اخر دون اغفال تضحيات ومجهودات مختلف الأطقم الصحية ،الادارية منها والطبية والتمريضية ،المدنية والعسكريةوما ابانت عنه مختلف السلطات الأمنية والمحلية والقضائية من روح وطنية ومسؤليةمهنية عالية في تطبيق قوانين الطوارى الصحية للمحافظة على حياة وصحة المغاربة والاجانب، المقيمين ببلادنا ومنهم حتى الذين فاجأتهم هذه الجائحة في المغرب بالإضافة إلى التزام فئات واسعة من المجتمع وتجاوبها مع كل الاجراءات والتدابير المتخدة لمواجهة هذه الظرفية الإستثنائية. 1"التباعد الاجتماعي" كما هو مشاع _ التباعد الجسدي _ المكاني ،كما هو في حقيقته: انه مفهوم يستعمل للتعبير عن الالتزام بالوقاية والحجر او العزل الصحي .انه " التباعد الاجتماعي " وهو في الحقيقة "تباعد جسدي" اي اتخاذ مسافة مكانية حددها خبراء الصحة في حوالي مترين, 2m, بين شخصين او اكثر لتفادي انتقال الفيروس من شخص يحتمل اصابته الى الاخرين . هذا التباعد الذي يعني خلق او احدات فرق او فارق شاسع وفجوة مكانية ،بوضع مسافة بين الأفراد من اجل حمايتهم من فيروس محتمل، هذا الإجراء اكد نجاعته واتبت انه وسيلة لتجنب اختلاط واحتكاك الاجساد وهو ماقد يتسبب في انتقال الفيروس _ في حالة وجوده _ من شخص الى اخر. انه تباعد مادي وفزيائي، يشترك فيه الانسان مع الحيوان .اما الخاصية الاجتماعية فهي من صفات الانسان فقط وهو الكائن الاجتماعي الوحيد "حيوان اجتماعي" كما حدده الفيلسوف اليوناني ارسطو.فهو اذن في حقيقة الامر، تباعد جسدي، مادي وليس انسانيا _اجتماعيا 2التقارب الاجتماعي : معروف عن المغاربة عبر التاريخ انهم،في اوقات الازمات يصبحون أكثر قربا واتصالا وتعاونا وتضامنا وتسامحا. بهذه القيم الإنسانية والاجتماعية يقفون مع بعضهم البعض،مادياو معنويا و يتجاوزون المحن انهم يمارسون التقارب الاجتماعي. لقد بينت هذه الجائحة ،رغم ما قد يظهر هنا وهناك من هفوات واختلالات وعدم التزام البعض،وليس الكل بالقوانين الاستثناىية في هذا الوضع الاستثنائي ، تلك الوحدة والتلاحم بين الدولة والمجتمع في مواجهة هذا"العدو الوبائي" خلاصة:
لاشك أن ما تعيشه بلادنا في الوقت الراهن مع هذا الوباء جعلنا امام مجموعة من الدروس الوقائية والصحية،من خلال التباعد الجسدي _ المكاني،والتقارب الاجتماعي من خلال الوحدة والتماسك والتازر والتي ينبغي ان نتمسك بها دائما في كل زمان.