بسم الله الرحمن الرحيم والصلاه والسلام على رسول الله ، جاء شهر رمضان فارتفعت الهمم وصفت النفوس وعمت السكينة والطمأنينة وطهرت القلوب فشاعت المحبة والمودة وقلت الشحناء والبغضاء . ونادى منادي الملائكة يا باغي الخير أقبل على الطاعات و القربات و يا باغي الشر أقصر عن المعاصي و الشهوات .وأصبحت الالسن تلهج بتلاوة القرآن والذكر أناء الليل وأطراف النهار . وانبسطت الأيادي بالصدقات والعطايا ففرح الفقراء والمساكين وانشرحت صدورهم.
و تساوى الغني و المعدوم في الجوع والعطش وتساوى المريض والمعافى في السهر والتضرع الى المولى عز وجل . و أشرقت البيوت بالركع السجود ووجدوا من لذة المناجاة و التقرب الى ربهم والقيام بين يديه وسكب العبرات وذرف الدموع رهبة ورغبة ما يسر النفوس ويزين المهج و يزيل الهموم و الغموم.
وعمت البرية نفحات ربانية ونسائم إيمانية ذلك أن رمضان رياض زاهرة وظلال وارفة وقطوف دانية تغفر ذنوب من صامه إيمانا واحتسابا و قامه إيمانا واحتسابا .
وأصبح اليوم مشرقا بالصيام و اليل منيرا بالقيام والناس في رمضان طرائق قددا بين مقل ومكثر و مشمر و مقصر فطوبى للمكثرين والمشمرين وحسن مئاب ، وفي رمضان فليتنافس المتنافسون.