حاتم إدار هو أحد الفنانين الشباب في المغرب الذي يعتبر " اليوتوب " وسيلته المفضلة لنشر آخر انتاجاته في مجال الأغنية والتواصل مع محبيه بالنظر لهيمنة الأغنية الشرقية على القنوات الموسيقية العربية، وأيضا بسبب غياب قناة موسيقية مغربية تضمن للفنانين المغاربة نشر نتاجهم الفني وتعريف الجمهور به، وبالنظر أيضاً لكونه وسيلة تضمن للفنانين الإنتشار الواسع مقارنة مع باقي وسائل الإعلام ، وأشار حاتم إدار أن المشكلة تكمن في ضعف البرامج الفنية في التلفزيون، وكذلك غياب قناة موسيقية مغربية وهو ما يفسر الإقبال المكثف من طرف الفنانين على نشر أغانيهم وإبداعاتهم على موقع " اليوتوب " . من جهتها ترى الفنانة فاتن هلال بك أن اقبال الفنانين المغاربة على " اليوتوب " لكونه يضمن نسبة مشاهدة مرتفعة لأعمالهم الفنية مقارنة مع باقي وسائل الإعلام بالإضافة الى كونه وسيلة للتواصل متاحة للجميع وهو ما يمكن الفنانين من الإطلاع على آراء الجمهور بخصوص نتاجهم الفني، وأشارت فاتن الى انها كفنانة لديها جمهور على مستوى الوطن العربي ككل ، يهمها معرفة تعليقات محبيها والتي تمكنها من معرفة ملاحظاتهم حول عدم المشاركة في عمل معين، أو حول الغياب، وهو ما يشكل حافزاً لمزيد من العطاء استجابة لرغبات الجمهور ، وأوضحت من جانب آخر ان عدم اضطلاع الإعلام المغربي بدوره في الترويج لإنتاج الفنان المغربي بحيث لازال يعاني من عقدة الفنان الأجنبي بخلاف بلدان أخرى حيث وسائل الإعلام تلعب دوراً مهماً في تشجيع الفنانين ومساندتهم رغم ضعف مستواهم الفني، في حين يوجد بالمغرب فنانين معروفين ولهم وزنهم داخل المغرب ومع ذلك يغيبون عن وسائل الإعلام ، وبالتالي يبقى الخيار امامهم هو اللجوء الى " اليوتوب " أو شبكات التواصل الإجتماعي من أجل التواصل مع جمهورهم . الفنان حمزة السوسدي ابن الفنان الراحل محمد السوسدي عضو مجموعة " لمشاهب " هو أحد المهتمين بوسيلة " اليوتوب " للترويج لأغاني مجموعته الفنية والتي فرضتها العولمة حيث تحول العالم الى مجتمع صغير وبالتالي فالفنان لايمكنه أن يكون بمعزل عن هذه التحولات ، بالإضافة الى دور " اليوتوب " وشبكات التواصل الإجتماعي في الترويج للفنان بحيث تحول الى وسيلة من وسائل التعريف بالفنان ، بالإضافة الى التلفزيون والحفلات الفنية ، وأشار حمزة السوسدي بأن الأمر لا يقتصر على الفنانين المغاربة بل يشمل أيضا فنانين كبار معروفين سواء على الصعيد العربي أو على الصعيد العالمي ، كما اعتبر ضعف البرامج الثقافية والفنية التي تواكب مستجدات الفنانين في الإعلام المغربي من بين أسباب لجوء الفنانين الى اليوتوب خلافا للسنوات الماضية التي عرفت زخما في البرامج الفنية سواء في القناة الأولى او القناة الثانية وأشار أن الجيل الجديد أضحى يهتم أكثر بتقنيات التواصل الحديثة ولهذا ينبغي على الفنان ان يستجيب لمتطلبات هذا الجيل . الفنان أمين الرينكا فيرى أن لجوء الفنانين في المغرب الى استعمال " اليوتوب " وشبكات التواصل للترويج لإنتاجاتهم الفنية له ما يبرره وخاصة أمام هيمنة رواد الأغنية المغربية على وسائل الإعلام المغربية وعلى كبريات المهرجانات والتظاهرات الفنية وعدم الإهتمام بالفنانين الشباب .