في خضمّ موجة البيع التي يعيشها الوطن!! قرّرت أن أبيع حصتي من مقالع الرمال،، أليست للجميع؟؟ " كري برويطة وعمّر" أم هي لقوم لا يشبهوننا؟؟! أكيد لا يشبهوننا لديهم أيادي اخطبوطية وعيون كالنسور ثاقبة صباحا وكالبوم ليلا، ضمائرهم غائبة أمام واجبات الوطن!! وحاضرة عند كل غنيمة!!! أريد حصتي من مكامن البحار ،أليست من صُنع ربّي ؟؟ ،، إذن لدي حصة في المحيط،، والابيض،، أريد أخذ حصتي من الملح "كمشة كمشة"" القبصة " "خليتها لشهيوات شميسة" ومن السمك " حوتة حوتة ومن الاعشاب "عشبة عشبة" ومن الطحالب"طحلبة طحلبة" ولكوني من جبال الأطلس الكبير سأبيع كم سلسلة جبلية، مع كم مليون شجرة أركان ومثيلاتها من شجر الزيتون والعرعار والخروب وتكدا ،حتى الأشواك سأبيعها ،،كل شيء له ثمن في بلادي إلا الانسان ؟؟!! فلست أقل ممن أكلوا علينا خيرات الوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، من حبسونا في ذلنا وفقرنا فعشنا نقتات على فضلاتهم "كلاو الغلّة وكلينا لخماج "كنت غبيّة عندما سامحت في حصّتي من الماء والهواء،آه تذكّرت ،، أريد حصتي من العيد ؟؟ وكل المناسبات الدينية كم رمضان ضاع مني بعيدة عن وطني كم عيد أضحى لم اشعر به فالعيد داخل الوطن هو عيد آخر ، من يعوضني السنوات التي عشتها بعيدة عن أمي" رحمها الله" بحثا عن الرزق والاستقرار لاختصر سنوات الغياب في شهرين !!جلست فيهما تحت اقدام أمي " المحتضرة" أقبلهما علّها تسامحني على الفراق الذي اخترته بعد أن اغلقت في وجهي أبواب الوطن ، تركت والدتي في ثوب من العافية ، فرجعت بعد استغاثة منها خوفا أن يأخذني الغياب أكثر وتضيع فرصة اللقاء الوحيدة ،، فعدت بعد أن لعنت الدنيا وما فيها لأجد أعظم أم ممدّة على فراش الموت تنتظر ابنتها البكر ، أمي التي لم تبخل علي بشيء ،، بخلت عليها بكم سنة من عمري وعمرها !! من يعوضنا؟؟!! من يسدّد فاتورة الغياب؟؟ مال الدنيا لن يعوضني لحظةً كنت سأجلس فيها مع أمي ، فرصة لأبر بها أكثر ، " رحماك يا إلاهي لا اعتراض على قضائك ومشيئتك " الا يكفي هذا لأبيع حصتي أو أبيع كل الوطن؟؟!!! نعم ابيع الوطن الذي لم يحسن إلي أبدا ، أمدحه عند الآخرين ، ويهجوني وأنا أسمع !!!؟؟ ، أرفع من هامته ويسحقني كلّما دنوت منه !!حتى في الحلم ، أراه مرعبا خانقا وإلا كيف أُفسر بعبع الباكلوريا الذي يزورني مرة او مرتين في السنة؟؟!!! رغم أنني حصلت عليها منذ أكثر من عقدين ولم اتعثر فيها،، نلتها منذ أول ضربة " أيام عز الدين العراقي " غفر الله له اوصافي " لكن الرعب الذي ذقته ايامها ما زال معي إلى اليوم ، وعندما اجتازها ابني قبل سنتين وبمعدل مرتفع ،، وهو دون الثامنة عشرة ،،،لم اتذوق طعم نجاحه كما كنت ارغب لان قلبي قد تشبّع بزلزال الباكلوريا " ديال عز الدين العراقي" فمن يعوضني عن هذا الجرح الذي سيستمر معي ربما إلى أحفادي اذا كتب الله لي البقاء أكثر. فلماذا لا أتحوّل إلى سمسار وطن " وما أكثرهم في وطني !!! ولأكون أكثر دقّة ،منهم عرفت أن للاوطان سماسرة!! دكاكينهم منتصبة في كل شبر من الوطن!! تحت شعار وطن للبيع ، وطن للايجار ، وطن للرهن ، وطن على الرّف ، وطن الاستعباد ألا تستحق أيها الوطن أن أبيعك وبالتقسيط الممل بعد أن تركتَ هامتك لكتيبة من المفسدين؟؟!! وقطاع طرق!!؟؟ يسترزقون منك ويستنزفونك، بماذا تفتخر يا وطني ؟؟ بتعليم يذيل المراتب العالمية؟؟؟!! أم بصحّة لا توفّر ميزان حرارة مضمون التّعقيم؟؟!! أما العلاج وكّلنا أمره لخالقنا هو الشافي المعافي ،،أتراهن على اقتصاد يعيش على الزخات المطرية !؟؟أوالسائح الأجرب الذي يأخذ منك أكثر مما يعطينك!! ، أو على كدّ مغاربة الخارج الشرفاءالذي لا يعلم بوضعهم غير الله ، خاصة في ظل الأزمة العالمية المتلاحقة التي لا نعلم مداها ؟؟ مع إسقاطي للعملة التي تسلخ من جلود بعض نسائنا،، فهي نار تأكل سمعتنا وقبلها حلالنا،، اذا كنا فعلا مسلمين ،، ونؤمن بأن المال الحرام ،سحت وخراب،، أما عائدات الخمور وأوكار القمار فحدّث ولا حرج ، فأصبحنا من الدوّل الرّائدة في هذا المجال !!! فهل تضع يدك في يدي ونتّفق على "البيعة" ؟؟ أو الصفقة ؟؟ ثق بي يا وطن ستكون أسعد حالا،، سأبيعك لمن يستحقّك ....... لمن يحافظ على كل حبّة من حبّاتك،، لمن يزرع شوارعنا مظلات أمن وأمان ،، لمن يخفف العبء عن أب لا يطيل النظر في وجه أطفاله حتى لا ينقل إليهم رسالة بؤسه وشقائه ، أو محنة لأم التي تضع يدها على قلبها عند دخولها " المارشي" متعثّرة في جلبابها الذي أدمنته " كائنات المارشي" وأوّل ما تلتقي نظرتها مع بائسة مثلها تبادر " أخيتي شحال كتدير البطاطا اليوم" تسأل المسكينة عن " حبيبة الشعب" حبيبة الملايين" سأبيعك لمن يحترم آدمية مواطنيك ، سأبيعك لمن يجعل مدارسنا حدائق محبة وسلام وعلوم تسمو بنا ، تحفظ كرامة المعلّم ، وآدمية التلميذ ،، أريد أن أرى مشافينا تُشرق عطاءا وابتسامة ،، نعم الابتسامة،، أراها بداية الرحمة والطمأنينة التي يحتاجها المريض ومرافقيه إن وجدوا ، لا نريد علاجا تحت غطاء ما يسمّى بشهادة الضّعف ؟؟ أمعقول أن يظل المريض يجمع " في الدوصي" لاثبات ضعف حالته ؟؟ وفي الأخير يشري السببيب باش يسدو ليه كرشو ولا مخو " هذا إذا كتب الله له مشوارا آخرا من الحياة في مغرب يحمل كل التناقضات!!، أريد أن أرى شعبك سواسية في المسكن، والوظيفة ، والقانون ، " بلوطة" "التفرق على الشعب"، وأن نرى في الحكومة " وليدات المزاليط" أي ولاد الشعب المحكوك " من يتنفس هواءنا يفهمنا ولو كان "اخرسا أبكما" لا نريد من يستفز كرامتنا بسؤال أبله واش فهمتيني ولا لا ، واش احنا واكلين صنادلنا " وللشعب الكرامة... فخير أن أبيع وطني،، من أن اتركه نهبا لبائعي الاوهام والاحلام ،، فاختر يا وطن قبل أن يسدل الستار وينتهي المزاد ألا أونا ألا دوس ألا ثريس. عالقة في حب الوطن