كان اكتشاف كوكب "Fomalhaut b" (بالعربية: فم الحوت ب) في منتصف العقد الماضي اكتشافاً مهماً، فقد كان أول كوكب خارج المجموعة الشمسية يمكن رؤيته. فقد كان علماء الفلك من قبل يخمنون بوجود كواكب خارجية دون رؤيتها، وإنما بدراستها بطريقة غير مباشرة عن طريق ملاحظة تأثيرات قوة جاذبيتها على النجوم في محيطها أو تصوير ظلها عند مرورها أمام النجوم. أما "فم الحوت ب" فكان الكوكب الأول خارج المجموعة الشمسية الذي تابعته عدسات تليسكوب هابل الفضائي التابع لوكالة ناسا الأمريكية على مدار عدة سنوات. إلا انه سرعان ما تبين أن هذا الكوكب الجديد الذي يبعد 25 سنة ضوئية عن الأرض، يتصف بخصائص غير عادية في الكواكب المعروفة. لاحظ العلماء أن الكوكب يمكن رؤيته في الضوء، وهو الأمر الغريب حيث أن الكوكب خارج المجموعة الشمسية من المفترض ألا يكون كبيراً بالقدر الذي يمكن فيه رؤيته بسهولة. الإضافة إلى ذلك، لم يتمكن العلماء من قياس درجة حرارة الكوكب عن طريق الأشعة تحت الحمراء، بالرغم من أن أي كوكب يمكن قياس درجة حرارته بهذه الطريقة. حاول العلماء التأكد من حقيقة الكوكب بعد هذه الاكتشافات غير المعهودة، لتأتي المفاجأة في النهاية: أنه لم يكن كوكباً من الأساس. ففي صور التقطها تليسكوب "هابل" الفضائي في 2014 كان الكوكب قد اختفى تماماً. وفي ورقة بحثية جديدة نُشرت في مجلة "Proceedings of the National Academy of Sciences" العلمية، خلص العلماء إلى أن الكوكب المزعوم كان في الحقيقة سحابة كبيرة من الغبار نتجت عن اصطدام جسمين جليديين منذ فترة طويلة، وبدأت السحابة في التمدد تدريجياً حتى لم يصبح بالإمكان رؤيتها. وبالرغم من الاكتشاف الصادم، إلا أن العلماء يرون في الأمر فرصة لدراسة ظاهرة تصادم الأجسام الفضائية يبعضها البعض. وفي هذا السياق قال أندرياس غاسبر، وهو عالم فلك مساعد بجامعة أريزونا والباحث الرئيسي للدراسة المنشورة، بحسب ما نقل موقع "أندبندنت" البريطاني:"هذه الاصطدامات نادرة جداً، ولذلك فإنه من المثير رؤية تبعات حدوثها والتمكن من دراستها". وقد يساعد هذا الاكتشاف علماء الفلك على معرفة أسباب وكيفية تدمير بعض الكواكب لبعضها البعض.