قالت الشرطة الألمانية إن السيارة المحترقة التي عَثرت عليها يوم الاثنين الماضي، استخدمها منفذا عملية السطو أثناء فرارهم، لكن لم يتم العثور بعد على آثار اللّصين. ووقعت العملية في مدينة دريسدن الألمانية، وقد قام اللصان بالسطو على الأقل على ثلاثة أطقم مجوهرات من صندوق زجاجي، في غرفة الكنوز بمتحف القبو الأخضر. وذكرت المديرة العامة للمجموعات الفنية الحكومية في دريسدن، ماريون أكرمان، أن قيمة المسروقات لا تقدر بثمن. وفي حين أشارت صحيفة "بيلد" في تقرير لها عن الحادثة إن قيمة المسروقات تصل إلى مليار يورو، يعتقد مسؤولون في المتحف أن حجم السرقة يبقى أقل مما تم تقديره في البداية. وأكدت رئاسة المجموعات الفنية في دريسدن أن حارسي متحف القبو الأخضر في المدينة، ورغم كونهما مسلحين، لم يتدخلا لمنع تسلل اللصوص إلى خزانة المجوهرات في المتحف بسبب وحشية الجناة، وفضلا أن يقوما بإبلاغ الشرطة وانتظار وصولها. كما صرح مسؤول في المجموعة أن الهجوم قد تم الإعداد له ولتداعياته بطريقة غير معتادة، معرباً عن اعتقاده بوجود متواطئين في العملية من الداخلية. وكانت الشرطة قد أعلنت أمس الاثنين أن الجناة تسللوا إلى غرفة الكنوز بالمتحف عبر نافذة بعدما قاموا بفصل قضبان النافذة ثم كسر الواجهة الزجاجية لها، قبل أن يتوجهوا إلى صناديق العرض الزجاجية ويهشمونها ويسلبوا بعض محتوياتها. ورصدت الشرطة عبر كاميرات المراقبة اثنين مشتبه بهما، لكن رئيس الشرطة الجنائية، فولكر لانجه، قال إنه ليس من المستبعد مشاركة جناة آخرين. ولا تخصّ الخسائر فقط الجانب المادي، بل كذلك الجانب التاريخي في البلاد، إذ تعود غرفة الكنوز إلى حقبة أمير سكسونيا، أوغوست القوي، (1670 - 1733)، الذي كان منافسا للملك الفرنسي لويس الرابع العشر. وقد أمر الأمير السكسوني بإنشاء الغرفة خلال الفترة من عام 1723 حتى عام 1730. وتعرّض المتحف إلى أضرار كبيرة في الحرب العالمية الثانية، لكنه رمم لاحقا، وقد استضافت فيه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، عام 2010.