تطالب اللجنة الوطنية لمهندسي وزارة الصحة المنضوية تحت لواء الإتحاد المغربي للشغل وزير الصحة بالتأشير لخلق الهيأة الوطنية للمهندسين الإستشفائيين. و تعتبر الهندسة الإستشفائية تخصصا محوريا لتطوير العرض الصحي الوطني حيث يتكلف المهندسون الإستشفائيون بالدراسات و تتبع الإنجاز لجميع المشاريع الصحية من بناء للمستشفيات والمؤسسات الصحية والتجهيز التقني والبيوطبي كما يعتبر المهندس الإستشفائي المسؤول عن تنفيد إستراتيجية الوزارة في ما يخص الصيانة الإستشفائية و من بين أدواره بلورة وتطوير وكذلك تطبيق إستراتجية الوزارة في إستعمال النظم المعلوماتية.
ويعتبر دور هذه الفئة التقنية مفصليا لإشتغال مستشفيات المملكة والرفع من مردودية العرض الصحي بالمغرب علما أن الإستشفاء اصبح يعتمد كليا على المعدات البيوطبية المتطورة و التكنولوجيات الرقمية الحديثة.
وقد صرح المنسق الوطني للجنة، المهندس مولاي رشيد الماحي لأخبارنا بأن خلق هذه الهيأة سيكون له إنعكاس إيجابي على تطوير وتجويد العرض العلاجي بمستشفيات المملكة، وكذلك ضبط وتطوير التكوين التقني للمهندسين الإستشفائيين و تطبيق المعايير التقنية والبيوطبية على غرار الدول المتقدمة في هذا المجال خصوصا وأن التكنولوجيات العلاجية في تطور مستمر.
ويرى الماحي أن الميزانية العامة المخصصة للتجهيز الاستشفائي مازالت ضعيفة، وهذا موضوع يتطلب حسبه دائما معطيات ومجالا أوفر للمناقشة، اما فيما يخص اقتراحات المهندسين الإستشفائيين، فالمنسق الوطني للجنة الوطنية لمهندسي وزارة الصحة يرى بضرورة اعتماد ميزانية خاصة للتتبع وانجاز المشاريع الصحية وخلق تحفيز مادي للمهندسين عند إنجاز المشاريع على غرار زملائهم بوزارات أخرى كالتجهيز، وكذا وضع إستراتيجية وطنية لجرد ورقمنة حظيرة البنايات والمعدات التقنية والبيوطبية وطنيا بإصلاح وتحسين برنامج GMAO، مع خلق إطار قانوني ملزم لتطبيق المعايير التقنية لبناء وتجهيز المؤسسات الاستشفائية العامة والخاصة، من خلال وضع إستراتيجية وطنية مدمجة للتكوين التقني المستمر في الهندسة لمواكبة التطور السريع لتكنوتوجيات العرض الصحي، الذي يتطلب إحداث مديرية للمنظومات المعلوماتية لمسايرة الإنتظارات الكبرى للوزارة والمواطن، وإحداث مصالح للموارد المعلوماتية تابعة لها بالمديريات الجهوية وبالمراكز الاستشفائية. وإعطاؤها الدعم المادي واللوجستي اللازم للتنزيل الفعلي للمخطط الإسترتيجي للمعلوميات والحرص على تطبيقه، مع اعتماد تدبيرالمشاريع ذات الطابع التقني في إطار المخططات الإستراتيجية وإدماج معاييرالجودة والحكامة الحديثة التقنيات وإدماج للمعلوميات لتقريب التطبيب من المواطن، مع الرفع من قيمة التعويض عن الأخطار المهنية حيث أن المهندس غالبا ما يعمل في مواقع تكون فيها المخاطر والعدوى واردة أكثر، مع تحديد وتدقيق أكثر لأدوار المهندسين العامين وتمتيعهم بأوضاع مهنية ملائمة و تسوية أوضاع باقي المهندسين على غرار مهندسي عدد من القطاعات الأخرى، ووضع استراتجية ورؤية واضحة بالنسبة للمختبرات على الصعيد الوطني وإحداث مديرية تشرف على تدبيرها وتسييرها، و تأطير دور المهندسين والمهندسات العاملين بها و منحهم الدعم والتكوين اللازم لتطوير مردودية المختبرات والرفع من أدائها مع إنصاف المهندسين العاملين بالمراكز الإستشفائية الجامعية و تسوية المشاكل المتعلقة بالحراسة الإلزامية، وأخيرا بضرورة الإهتمام بوضعية المهندسين المزاولين لمهام التدريس وتأطير وضعيتهم بالمعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة، وكذلك داخل مجال البحث العلمي، و تمتيعهم بالتكوين المستمر غير البيداغوجي يؤكد مولاي رشيد الماحي...
ويقدر المهندسون الإستشفائيون بنحو 615 مهندس ومهندسة من تخصصات مختلفة، بادروا إلى التكتل داخل نقابة مهنية أطلق عليها " الاتحاد المغربي لمهندسي وزارة الصحة"، رافعين شعار “الهندسة الإستشفائية ركيزة أساسية لتطوير العرض الصحي”، والذي يسعى من خلال وثائقه التي اطلعت عليها أخبارنا إلى الدفاع عن المصالح المادية والمعنوية والاجتماعية للمهندسين الإستشفائيين، وكذا العمل من أجل التطوير التقني والتكنولوجي للمؤسسات الصحية، والمساهمة في اتخاذ القرارات من أجل النهوض بالعرض الصحي الوطني، وأيضا العمل على تحسين ظروف اشتغالهم وتسيير المؤسسات الصحية باعتبارها مجالا حيويا لعملهم و تخصصاتهم، وتحسين الظروف الصحية والخدمات العلاجية للمواطنين، مع المساهمة في بلورة سياسة وطنية في المجال الصحي.