أكدت وزيرة الصحة السيدة ياسمينة بادو أن الهندسة المعمارية للمستشفيات مجبرة على مصاحبة التحولات السريعة التي تعرفها البيئة، وذلك من خلال اقتراح إطار هندسي ملائم لتقديم علاجات وفضاء مريح للإيواء. وأضافت، في كلمة ألقيت نيابة عنها أمس الجمعة بمراكش، خلال افتتاح أشغال الندوة الدولية المنظمة ما بين 8 و9 أكتوبر الجاري حول "المستشفى غدا، مجال وتنمية مستدامة"، بمبادرة من وزارة الصحة ووزارة التجهيز والنقل، أن الهندسة يجب أن تضمن التناسق التام بين مختلف وظائف المستشفى، معتبرة أن هذا التوجه الحديث يقتضي حوارا معمقا بين الاخصائيين ويستوجب مرونة كبيرة في تصور مستشفيات تساهم في دمج التحولات ومصاحبة التقدم الطبي والتكنولوجي. وبالاضافة الى ما يجب أن يصبح عليه المستشفى داخليا ومراعاة للعلاقة الموجودة بين المستشفى ومحيطه الخارجي، أكدت السيدة بادو، أنه من الواجب إعادة النظر والتفكير في صورة المستشفى خارجيا ليصبح فضاء عموميا منفتحا على محيطه ومحميا في نفس الوقت. ووعيا منها بكل الرهانات المطروحة في هذا المجال -أكدت الوزيرة- أن وزارة الصحة تبذل كل الجهود لوضع تصور جديد للمستشفيات وطرق حديثة لتشغيلها من خلال برنامج طموح لإصلاح استشفائي يبدأ بتحديث الاطار المعماري واختيار التجهيزات الطبية والتقنية الملائمة وضبط وتوحيد آليات التدبير والبروتوكولات العلاجية. وأشارت الى أن السلامة البيئية تعد امتدادا لسلامة المرضى، مما يحتم على المؤسسة الاستشفائية أن تكون مؤسسة مواطنة مؤهلة للانخراط بشكل عملي في تدبير ومعالجة النفايات الطبية التي تنتجها. وأوضحت من جانب جانب آخر أن الوزارة أدمجت في برامجها المتعلقة بترميم وتأهيل المستشفيات والمشاريع الجديدة مقتضيات خاصة بالنجاعة الطاقية واستعمال الطاقات المتجددة، معتبرة أن هذه الندوة تشكل فرصة للمشاركين لدراسة وملامسة مختلف القضايا المرتبطة بالشأن الاستشفائي ورهانات مستشفى اليوم والغد. ومن جانبه أوضح وزير التجهيز والنقل السيد كريم غلاب في كلمة ألقيت بالنيابة عنه أن وزارته تولي اهتماما كبيرا لموضوع البيئة، منوها بالتعاون القائم بين فرنسا والمغرب في المجالين التقني والصحي. وأكد أن التداول في هذا الموضوع سيمكن المشاركين من مواصلة العمل من أجل بناء وتأهيل مستشفيات الغد حتى تواكب التحولات السريعة التي يعرفها محيطها البيئي، مشيرا إلى أن هذه اللقاء يعد فرصة سانحة للوقوف على التحديات التي تقع على عاتق المستشفيات والتنمية المستدامة. ومن جهته أوضح السيد يان بوبيان عن وزارة الصحة بفرنسا أن أهمية هذا الموضوع تقتضي من كل الفاعلين وضع آليات تقنية وسياسية ناجعة وتوفير عرض طبي لتأهيل المؤسسات الاستشفائية مع الأخذ بعين الاعتبار محيطها البيئي. واعتبر في هذا الصدد أن المستشفيات تلعب دورا مسؤولا في التنمية المستدامة تمكن المرضى من الاستشفاء في ظروف صحية جيدة. وبعد أن أشار اإلى أن هذا المؤتمر يعد ثمرة شراكة واسعة بين المغرب وفرنسا في المجال الصحي، أكد السيد بوبيان أن وزارة الصحة الفرنسية ستستمر في تطوير علاقاتها مع المغرب في هذا المجال. وسيناقش المشاركون في هذه الندوة مواضيع مختلفة تهم ،بالخصوص ، إدارة المستشفيات والهندسة المعمارية الاستشفائية والتنمية المجالية الصحية، والتي تصب كلها في اتجاه وضع تصور جديد لما سيكون عليه مستشفى الغد.