هل كانوا نبلاء فرنسيين أم شبكة كبرى لتهريب المخدرات وتبييض الأموال؟ السؤال الذي تطرحه بعض الجهات بفرنسا حول تفكيك الشبكة الأخيرة التي تضم 19 مشتبها فيهم، كلهم مغاربة الأصول وبجنسيات مختلفة، رؤوس الشبكة هي أسرة “عريقة” مكونة من ثلاثة أشقاء مغاربة مردودشي ونسيم وماهر المالح، كانوا يشتغلون في قضايا المال والأبناك، وهم الذين كانوا مكلفين بتهريب وتبييض الأموال المتحصلة من الأنشطة غير المشروعة، حسب تأكيدات النيابة العامة الفرنسية بمحكمة باريس التي تقود التحقيقات في هذا الملف، وقد تم اعتقال الأول بباريس، فيما تمت المطالبة بتوقيف وإحضار الآخرين من جنيف بسويسرا. مسؤول في باريس عن تهريب المخدرات دو أصول مغربية كان هو الآخرمرتبطا بالشبكة الفرنسية السويسرية لتبييض الأموال غادر إلى المغرب قبل التوقيفات الآخيرة. هذا الشخص دو الأصول المغربية قدم كصديق طفولة لماهر المالح الرأس المدبر للشبكة. مساعد ماهر المالح هو الآخر الذي اعتقل وأفرج عليه تحت إشراف قضائي كان يتوفر على كتيب صغير مدونة فيه جميع المعاملات بمافي ذلك أسماء المستفيدين. انضافت إلى مجموعة وثائق أخرى ساعدت في التحقيق تمت مصادرتها خلال تفتيش الشرطة لمنزل ماهر المالح وأحد أشقائه. مستغلين علاقاتهم المالية وأشغالهم في مجال التحويلات المالية، تمكن الأشقاء الثلاثة من ربط علاقات مشبوهة مع بعض “نبلاء” باريس ومدريد وغيرهم، حيث كانوا يقومون بتهريب تلك الأموال عبر تحويلات “قانونية” من خلال شركة وهمية، في اتجاه مدريد ولندن قبل أن يتم اقتيادها في اتجاه “الفردوس المالي” سويسرا، حيث كانوا يدكسون متعلقاتهم تلك من أموال وسبائك ذهبية، ضمن عملية تبييض أموال كبيرة لم تعرفها المنطقة منذ سنوات، متسببة في خسائر مادية كبيرة لفرنسا التي تتبع خيوط الشبكة منذ أبريل المنصرم لتضع يدها على 20 مشتبها فيهم. “النبلاء” المتعاملين مع الشبكة من الذين كانت الأموال تمر باسمهم، يتواجد من بينهم محامون ومديرو مؤسسات وشركات، طبيب أسنان، إضافة إلى برلمانية فرنسية تنتمي إلى حزب الخضر، وهي أيضا مساعدة عمدة المقاطعة الباريسية 13. هاته الأخيرة التي دافعت عن براءتها من المنسوب إليها رغم العثور على 350 ؟أورو باسمها في تلك الأبناك السويسرية، والتي ادعى محاميها أنه إرث كانت تريد استرجاعه بهدف استثماره في بعض الأعمال الحرة الخاصة بها. ومع ذلك سارعت المعنية للاستقالة من مهامها بناء على طلب عمدة المقاطعة، كما قدمت استقالتها من الحزب المنتمية إليه في انتظار استكمال البحث، الذي يجري مع عدد من “النبلاء” على حد تعبيرات الإعلام الفرنسي. مجموعة من الأشخاص المعروفين بانتمائهم لشبكات ومافيات تهريب المخدرات، يحملون في الغالب جنسيات فرنسية لكن أصولهم مغربية، لهم ارتباطات كبيرة ووثيقة مع رجال أعمال بالمغرب وبعض ممتهني تهريب المخدرات على المستوى العالمي، وآخرون يتواجدون بإسبانيا، خاصة بكوسطا ديل صول، من الذين كانوا يعتمدون عليهم في إدارة وتدبير العمليات التي تتم عبر السواحل، انطلاقا من شمال المغرب في اتجاه الجنوب الإسباني والتي تقوم بتهريب كميات كبيرة من المخدرات، تجمع بأماكن مضمونة هناك قبل نقلها إلى دول الاتحاد الأوروبي وفق الطلب. الشبكة الفرنسية السوسرية التي بيضت مبالغ مالية وصلت إلى حوالي100 مليون يورو حسب ماصرح به الاثنين الماضي مانويل فالس وزير الداخلية الفرنسي ينتظر أن يكشف قريبا عن لائحة الأسماء أو الشخصيات المتورطة فيها ، منهم مغاربة مقيمون بالمغرب وآخرون بالديار الإسبانية ومطلوبون للسلطات المغربية أصلا، بل إن بعض الأسماء المتسربة من هناك تقول بوجود بعض المعنيين من منطقة الناظور، الحسيمة وتطوان، وجلهم سبق لهم التعامل مع شبكات كبرى لتهريب المخدرات، بل يعتبرون أنفسهم بارونات منهم من ادعى “التوبة” ومنهم من لايزال مطاردا لم يصف مشاكله مع القضاء كما فعل آخرون في فترات سابقة، ضمن صفقات معروفة. موريس هراري محامي شقيق ماهر المالح الموقوف في جنيف في سويسرا لم يتردد في التصرح للصحافة أن ملف القضية يحتوي على صور يظهر فيها تقديم حقائب لكن لم يكن يعرف ما كان بدلخلها. أماالأموال الناتجة عن ترويج المخدرات فإنه يتم توجيهها إلى المغرب في شاحنات أو تعطى في حقائب إلى وسطاء في يعملون على تبييضها.