كشفت التحقيقات التي تبادرها كل من المصالح الأمنية الفرنسية والسويسرية أن أسرة مغربية من أصل يهودي تتكون من ثلاثة أشقاء يحملون جوازات سفر سويسرية وفرنسية، كانت العقل المدبر لعملية تهريب حوالي ثمانية أطنان وتبييض الأموال في سويسرا وتحويلها الى عقارات يستفيد منها تجار المخدرات زبناء الاسرة. وأوضحت تقارير إعلامية أن الأمر يتعلق بأسرة مردوخ المغربية من أصل يهودي، التي تمكنت من توزيع الأدوار في ما بين الاشقاء الثلاثة من أجل التحكم في دواليب عمليتها بدءا من «استيراد الحشيش»، بيعه»، تحصيل الاموال»، و«رسم مسارها» من خلال ناقلي حقائب لتبييضها. وقد مكنت التحقيقات الميدانية التي باشرتها السلطات الامنية الفرنسية منذ فبراير الماضي، في إطار عملية ««فيروس» «من إماطة اللثام عن شبكة تضم وجوها جد مهمة من المجتمع الفرنسي من بينهم محامون، مديرو مؤسسات بنكية، مهندسون معماريون، ورجال اقتصاد، ونائبة العمدة بالمقاطعة الباريسية الثالثة عشرة. فقد كان ماردوشي المالح الذي يقيم بفرنسا، الساهر على تحصيل الأموال المستخلصة من تجار المخدرات المستوردة من المغرب والموزعة في ضاحية باريس خاصة مدينتي «مونت لاجولي» و«تراب» بعد وصولها من اسبانيا، ليتكفل بعد ذلك «المهندس المالي» نسيم المالح الذي يدير شركة لتدبير الانعاش المالي بجنيف بعملية التبييض من خلال نظام مالي مدقق يتم عبر مراحل، واعتمادا على مسارات وشخصيات غير مشبوهة لها حسابات في أبناك سويسرية مقابل عمولة تصل الى حوالي 8 بالمائة من قيمة التحويلات. وقد اتسم عمل الشبكة بالدقة وتعدد الأطراف والمسارات الجغرافية، حيث أن أموال الحشيش المهرب من المغرب إلى فرنسا عبر اسبانيا، كانت توزع على شخصيات فرنسية وازنة في المجتمع لتتحول بعد ذلك إلى أرصدة في سويسرا مقابل عمولات للمستفيدين، وبعد غسلها يتم تحويلها إلى بريطانيا، ثم إلى باناما، في طريقها الجغرافي يتم استثمارها، ليصل جزء منها إلى المغرب. ويساعد نسيم شقيق مايير المالح الذي يشتغل في بنك سويسري خاص «آش إس بي سي»، الذي اضطر إلى فتح تحقيق في عدد من العمليات المالية، في تحويل ايرادات الشبكة التي بلغت نحو 12 مليون أورو بين ماي واكتوبر، كانت الايرادات تنقل عبر نظام معقد من الحسابات البنكية السويسرية والشركات الوهمية. وقد سمحت هذه الآلية بإخفاء العلاقة بين تهريب المخدرات في فرنسا وتبييض الارباح في سويسرا، التي بلغ حجمها خلال الأشهر الخمسة الماضية، نحو أربعين مليون يورو.