المالاوي " بايسون كاولا " حكم عليه بالإعدام بجريمة قتل عام 1991م لكنه نجا من تنفيذ العقوبة لأربع مرات. يدافع بايسون عن نفسه ويتهم جيرانه بأنهم المسؤولون عن قرار إدانته بجريمة قتل في عام 1992، بسبب ما يصفه بغيرتهم منه. وكانت عقوبة المدانين بمثل هذه الجرائم. وكان بايسون، الذي نشأ في قرية صغيرة في جنوب مالاوي، يعمل في قطاع الغاز في مدينة جوهانسبرجبجنوب أفريقيا، قبل أن يقرر العودة إلى بلاده لاستثمار الأموال التي حصل عليها من عمله في جنوب أفريقيا في شراء بيت وأرض. واستطاع بايسون توظيف خمسة أفراد في مشروع لزراعة الفاكهة والقمح والذرة والكاسافا.
ويقول بايسون : "عند ذلك بدأت أيامي التعيسة". إذ قام جيران بايسون بالاعتداء على أحد العاملين لديه وأصابوه بجراح خطيرة لدرجة أنه لم يعد يستطيع المشي من دون مساعدة. وعندما كان يساعده ذات مرة للذهاب إلى المرحاض متحسسًا خطاه على أرض زلقة بسبب المطر الشديد، تعثر ووقع على الأرض وسقط العامل المصاب معه، بحسب رواية بايسون. وقد توفي هذا المصاب بعد ذلك في المستشفى، لتوجه إلى بايسون جريمة قتله.
وفي المحكمة، شهد جيران بايسون ضده. ويتذكر بايسون رعب الانتظار في طابور الموت أمام "آلة القتل" حسب وصفه. ويقول : "عندما قيل لي أنه حان الوقت لتذهب إلى قسم المحكوم عليهم بالإعدام لانتظار دورك، شعرت وكأنني ميت بالفعل".
في تلك الأيام، لم يكن هناك سوى شخص واحد يتولى تنفيذ أحكام الإعدام، وكان من جنوب أفريقيا يقوم بجولات لتنفيذ عمليات الإعدام في دول عديدة بالمنطقة. وكان يأتي إلى مالاوي مرة كل عدة أشهر، وكان السجناء يعرفون بوجوده عندما يكتشفون غياب بعض زملائهم ممن ينتظرون دورهم في طابور الإعدام. - في المرة الأولى خلال عملية تطبيق حكم الإعدام عليه مرض الشرطي المنفذ فتم تأجيل عقوبته لعام 1992 . - وفي المرة الثانية قام الشرطي المنفذ بإعدام 71 شخصا ، و عندما حان دور بايسون شعر بالتعب و أجل التنفيذ لعام 1993 . - وفي المرة الثالثة عام 1993 رغم إدراج إسم بايسون في أعلى طابور الإعدام تغيب الشرطي المنفذ بداعي المرض فتم تأجيل تنفيذ الإعدام فيه لعام 1994 . وفي عام 1994 و قبل يومين فقط من موعد تنفيذ عقوبة الإعدام في بايسون ألغت دولة مالاوي عقوبة الإعدام من الأساس و استبدلتها بالسجن المؤبد . ظل بايسون في السجن و التحق بالتعليم داخله و حصل على الشهادة الإبتدائية و الإعدادية و الثانوية و بعد 25 سنة من العذاب أثبتت براءته عام 2015 بعد اعتراف القاتل الحقيقي بالجريمة و أفرج عنه وكان بايسون حينها قد تجاوز الستين من عمره . تحول بايسون من مزارع بسيط إلى نجم مشهور يجوب العالم كسفير للنوايا الحسنة بالأمم المتحدة يقول بايسون : ( كنت أعلم أن الله عادل و لن يخذلني .. حتى لو ظلمني الناس )