هناك تخصصات اكاديمية تفرخ في كل سنة اعداد كثيرة من الشبان العاطلين عن العمل بشكل يبعث عن القلق ، بينما الحكومة تتغاضى عن ذلك و تستحمر الجميع و تتحدث بكل ثقة عن المباراة كحل سحري للتوظيف في الوظيفة العمومية ، بل و حينما تعلن عن المباريات يكاد تكون حصة الاسد للشعب الاقتصادية و القانونية او تكون بأعداد قليلة جدا . لكن السؤال الذي يحير و يثير القلاقل هو : ما حظ التخصصات الاخرى التي تنتمي لبعض الشعب العلمية و ايضا العلوم الانسانية منها خصوصا شعب الفلسفة و التاريخ و علم الاجتماع و ايضا شعبة اللغة العربية و و و ألم يعاني طلاب هذه الشعب ايضا من اجل الحصول على الشواهد العليا ؟ ألم يحن الوقت بعد من الاستفادة من الجميع ؟ اليس لهؤلاء ايضا اسر و حلم و مستقبل يخططون له ؟ لماذا هذا التمييز و هذا الاقصاء الممنهج و المتعمد ؟ كيف يعقل ان تنفق الدولة الملايين لتكوين هؤلاء و حينما يتخرجون يجدون انفسهم تحت رحمة الفقر و البطالة و المعاناة و العمل الغير اللائق بدون اي اهتمام او احترام لشروط الكرامة ؟ ينبغي ان يتم احترام حقوق المواطن و كرامته ، و السهر على ايجاد حلول عملية لايقاف هذه المهزلة ، و تحمل المسؤولية الكاملة في التوجيه و التكوين و في المساعدة عن البحث عن الشغل .
لقد تعب الجميع من هذه الوضعية المزرية و من العار أن تبقى الدولة مكتوفة الايدي و تتخد لنفسها وضعية المشاهد كما لو أن الامر لا يعنيها .