أتساءل في كل مرة، هل يعيش المفسدون في هذا البلد داخل ثلاجات كي لا تنبعث منهم الروائح الكريهة و يتحللون ! كي يحافظون على طراورة فسادهم.. كي لا يتعرضوا إلى حرارة شعب يغلي أفراده كل يوم.. اتساءل متى سيتم نزع موصل الكهرباء الذي يزود كل تلك "الثلاجات" المتواجدة في أرجاء الوطن.. هل بعد سماعنا مقولة " عفا الله عما سلف" من طرف من كانوا و لا يزالوا يرفعون شعار محاربة الفساد في حملاتهم الإنتخابية!
ربما هو تفسير وحيد سيفهمه المواطن البسيط غير العارف بالسياسة و شؤونها والذي يبحث فقط عن خبز كرامة، سيفهم أن المسألة تتعلق بطمأنة أولئك المفسدين لتبديل ثلاجاتهم.. بأخرى أكثر تطورا وبتقنية عالية في التبريد والمساحة، ثلاجات يعرف الجميع أنها تتموضع بالمؤسسات العمومية ومصالح الدولة التي تباشر شؤون المواطن !
" عفا الله عما سلف" ستعطي لأبناء المفسدين وأبناء أبناءهم.. لأن الفساد حرفة متوارثة ! قلت ستعطيهم الأمان هم والأجيال القادمة وكل من سيتولى مسؤولية ما، وستجعلهم يفكرون بمنطق لا إقران للمسؤولية بالمحاسبة عكس ماجاء في الدستور الجديد و ستجعلهم يحملون فكرة مسبقة على أن كل ما ارتكب من جرائم في حق أموال الشعب، كانت عبارة عن كاميرا خفية مخبئة في إحدى زوايا التصوير من هذا الوطن العزيز، الذي يجعلنا نكتب من أجله لا كتابة كل ما يتعلق بنا من معلومات الاستمارة المبدئية لهجرته نحو كندا أو بلد اخر عن أول فرصة تتاح !
علاقة بموضوع الفساد وأغتنم الفرصة للتحدث عن فساد من نوع أخر لا يقل خطورة عن سابقه، يتعلق الأمر بإفساد الذوق العام الذي نتعرض له كل رمضان، لن أصنف الفنان الذي يُستهلك فقط في رمضان كحلوى " الشباكية" على موائد الإفطار بالمفسد إحتراما "لفنه وموهبته " ومعرفة مني أن موسم الصيام هي الفرصة الوحيدة "لتصوير" "طرف ديال الخبر" عند البعض ! و لكن في الحقيقة المفسدون هم أصحاب "الشكارة" من شركات الانتاج و الاشهار و بعض المسؤولين بالقنوات الوطنية ممن يتحكمون بالسيناريوهات والنصوص الكوميدية التي تعتبر إستبلادا للمشاهد و لا تمنحه أية قيمة مضافة !
أتساءل هل سننتظر طويلا حتى ينقضي بقدرة قادر الغاز المبرد الذي يوجد بمحرك تلك الثلاجات التي تحوي كل هولاء المفسدين !