رفعت أسرة الفنان الراحل محمد الحياني دعوى قضائية ضد المخرج كمال كمال، والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، مطالبة بتوقيف عرض المسلسل ويحكي سيرته الذاتية، ويسلط الضوء على مسيرة خالدة من العطاء، أمتع فيها الراحل الجمهور المغربي بأغاني نقشت في ذاكرة كل عاشق للأغنية المغربية الأصيلة. قالت حسناء الحياني، ابنة محمد الحياني، التي تنتظر البت في القضية الثلاثاء المقبل، إن أسرة الراحل لم ترض على سيناريو العمل، مشيرة إلى أن أحداث المسلسل لا تمت بصلة لواقع الفنان الراحل. وقالت الابنة، في تصريح ل "المغربية"، إن مخرج المسلسل كمال كمال اتصل بأسرتها منذ ثلاث سنوات، ليطرح عليها فكرة تقديم مسلسل عن الراحل، وأن "الأسرة رحبت مبدئيا بالفكرة، شرط أن تطلع على السيناريو قبل الشروع في أي خطوة، لكن بعد ذلك فوجئنا بأن بعض المواقع الإلكترونية تناولت أخبارا بخصوص المبلغ المالي الذي سنتقاضاه". وأضافت حسناء أن المخرج اتصل بأسرتها، ليستفسر عن الأمر، وأجابته عمتها، التي تهتم بأمورها منذ رحيل والدها، أنها "لا تهتم بالماديات، بقدر ما تصر على الاطلاع على سيناريو العمل"، مشيرة إلى أن كمال أرسل حلقتين للأسرة، لكنها لم توافق عليهما، لأنهما لا تحملان المعطيات الصحيحة بخصوص حياة محمد الحياني". وأوضحت أن وقائع السيناريو غير صحيحة، وقالت "رفضنا ما جاء في الحلقات الأولى، ما جعل بعض المسؤولين بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة يتدخلون للحد من الخلاف بيننا وبين المخرج، وأقنعونا بتصوير المسلسل، شريطة أن يطلعونا على السيناريو والمونتاج بالكامل، ولم نوقع أي عقد، ولم نتوصل بأي تعويضات مادية، كل ما جرى بيننا وعود لا أكثر". وبعد انتظار دام أسابيع، قالت حسناء إنها فوجئت ببث الوصلات الإشهارية للمسلسل على شاشة الأولى، ما دفعها للاتصال بمسؤولين بالقناة واللقاء بوزير الاتصال، الذين قالوا إنهم لا يمانعون في لجوئها إلى القضاء. في السياق ذاته، أكد مصدر مسؤول من المديرية المركزية للإنتاج والبرامج في بلاغ أنه وقع الاتفاق بين الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وشركة المخرج كمال كمال المنفذة للإنتاج، على كل الجوانب المتعلقة بالعملية الإنتاجية، بما فيها مسألة حقوق عائلة الراحل والشخصيات التي ستظهر بالمسلسل، وبالخصوص التعويض عن حق الظهور في المسلسل بالنسبة لأفراد العائلة. وأضاف البلاغ أنه بعد الإعداد وتهيئ كل الظروف لنجاح المسلسل، انطلقت عملية التصوير بحضور عائلة الراحل منذ أيامه الأولى، ممثلة بفاطنة الحياني، أخت الراحل، وحسناء الحياني، ابنته. وسعيا لتجاوز سوء التفاهم بين عائلة الراحل والشركة المنفذة للإنتاج، عملت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على عقد ثلاثة اجتماعات بين الطرفين لحل مشكل حقوق العائلة، كان آخرها بحضور محامي العائلة ومحامي كمال كمال، إذ كان الجميع على وشك التوصل لاتفاق نهائي بين الطرفين، لكن عائلة الراحل فاجأت الجميع في آخر لحظة برفض مبلغ التعويض المقترح، الأمر الذي استحال معه الوصول لحل توافقي بين الطرفين. وأوضح البلاغ أنه بعد استنفاد كل المبادرات الحبية التي قامت بها المؤسسة لإيجاد حل حبي وتوافقي بين الأطراف المعنية، تؤكد الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة أنها ليست طرفا في هذا الخلاف، بالنظر لعدم وجود علاقة قانونية مباشرة بينها وبين عائلة الراحل الحياني، على اعتبار أن العقد الذي يربطها مع كمال كمال وشركته المنفذة للإنتاج، يلزمه بالحصول على جميع الحقوق والحقوق المجاورة.