في الوقت الذي اختار فيه عدد كبير من الطلاب المغاربة الدراسة في الخارج، وتحمل تداعيات البعد عن الأهل، ووحشة الغربة، من أجل الحصول على شهادة جامعية أجنبية، ظنا منهم أن لهذه الشهادة امتيازات كبرى، وقد تخلق فارقا ولو ضئيلا بينهم وبين زملائهم ممن تابعوا دراستهم بالمغرب، اصطدم عدد كبير من هؤلاء الطلبة فور عودتهم إلى البلاد والبدء في الإجراءات الأولى للحصول على معادلة الشهادة الجامعية لدى وزارة التعليم العالي، بواقع مرير، يتمثل في تأخر دراسة ملفاتهم للحصول على معادلة الشواهد، التي يسهر عليها مكتب المعادلات بين الشهادات. وقد طرح موقع " أخبارنا " خلال تواجده بتركيا، هذه الإشكالية على الدكتور عبد اللطيف مناضل، أول عربي و إفريقي يتولى إدارة مستشفى حكومي بتركيا، حيث أكد لنا أن إشكالية " المعادلة " أضحت محنة كبيرة تواجه الطلبة المغاربة بشكل عام، و ليس فقط بتركيا، الأمر الذي يستوجب حلا عاجلا من طرف الجهات المختصة بالمغرب، سيما أن الأخير محتاج أيما حاجة لعدد من الكفاءات المغربية التي ترغب في العودة إلى بلادها و تسخير تجربتها خدمة للوطن. المثير في الموضوع، أن عددا كبيرا من هؤلاء الطلبة، ضحايا إشكالية " المعادلة " يحضون بثقة عالية في البلدان التي يتواجدون بها، و يتمتعون بصلاحيات عالية ، و مسؤوليات هامة جدا، الأمر الذي يثير الاستغراب فعلا، فالأرجح أن يقدم لهم المغرب كل الحوافز الضرورية قصد استغلال تجاربهم في الرقية بعدد من المجالات التي تعاني مشاكل في التسيير، بدل الدفع بهم إلى التغريد خارج السرب ...