عذر أقبح من زلة ، الذي الذي جاء على لسان رئيس الحكومة المعين ، عبدالاله بنكيران الذي اعتبر ان التصريحات التي خرج بها الأمين العام لحزب الاستقلال ، حميد شباط ، هي من كانت وراء إبعاده عن تشكيلة الحكومة في نسختها الجديدة ، ناسيا أو متناسيا الأزمة الدبلوماسية التي بسبب تصريحاته الأخيرة ضد روسيا ، التي عبر خلالها بنكيران أن ما تقوم به روسيا في حربها بسوريا باسم محاربة الإرهاب ما هو إلا تدمير للحياة البشرية ، الأمر الذي لم تتقبله موسكو و طالبت سفيرها بالرباط بلقاء المسؤولين المغاربة ، حيث سارعت الخارجية المغربية إلى استصدار بيان نفت من خلاله ما جاء على لسان بنكيران و اعتبرته موقف شخصي لا يمثل إرادة الدولة و لا الملك. بين الموقفين إذن ، يتضح بجلاء حجم الخطأ الديبلوماسي الذي ارتكبه كل من بنكيران و شباط ، على الرغم من أن الثاني - شباط - لم يؤكد إلا حقيقة تاريخية يعلمها الصغير قبل الكبير ، لكن منطق التعامل مع الموقف شهد تحيوا كبيرا لرئيس الحكومة في مقابل عدم التساهل مع شباط ، فلو كان تصريح شباط يستوجب إبعاده من الحكومة فماذا ذنب الاستقلاليين إذن ؟ و لماذا لم يتم التعامل مع بنكيران بنفس المنطق الذي عومل به شباط ، علما أن الأزمة الدبلوماسية التي تسبب فيها بنكيران مع روسيا لا علاقة لها بتلك التي مست الوحدة الترابية في موريتانيا ، فبينهما بون شاسع جدا على مستوى جميع الأصعدة .