دعا المشاركون في ندوة حول موضوع "العمق التاريخي والامتداد المجالي لقبيلة تركز"، نظمت مؤخرا بجماعة عوينة الهنا (إقليم آسا الزاك)، إلى إحداث مركز بحثي يعنى بكتابة تاريخ هذه القبيلة من خلال البحث في الرواية الشفهية وجمع المخطوطات وتحقيقها بطريقة علمية. وأوصوا، في ختام الندوة المنظمة في إطار فعاليات الموسم الديني لقبيلة تركز، بتوثيق تاريخ قبيلة تركز توثيقا علميا وجمع المخطوطات والوثائق المتعلقة بها وتصنيفها وتخريجها والعناية بها. كما دعا المشاركون، وهم باحثون في التراث والتاريخ والسوسيولوجيا من المغرب واليمن، إلى ترميم البنايات القديمة بتراب القبيلة وإدراجها في الفهرس الوطني وجرد المواقع الأثرية المنتشرة بها، وكذا السهر على تنظيم الأنشطة العلمية الهادفة إلى التأريخ لهذه القبيلة. وشددوا على أهمية تعميق التواصل بين الباحثين والمؤسسات العلمية في مجال تاريخ هذه القبيلة في جميع المجالات والأبحاث المتعلقة بها، وكذا إثراء هذا التواصل مع مصادر التاريخ الشفوي الذين لايزالون على قيد الحياة والعمل على توثيق هذه المصادر وجمعها في شريط وثائقي مصور. كما دعوا إلى تشكيل لجنة علمية للبحث التاريخي تسعى إلى البحث في المصادر والمخطوطات والوثائق المتعلقة بقبيلة "تركز"، وخاصة تلك التي توجد بموريتانيا والسينغال ومالي. وحسب ورقة للمنظمين فإن قبيلة تركز "عوينة تركز" أو عوينة لهنا حسب التسمية الإدارية (تبعد بحوالي 40 كلم عن مركز آسا)، هي قبيلة عريقة يمتد نسبها الى عقبة بن نافع ومنه الى البيت الشريف تنقلت في مجالات جغرافية واسعة وتركت تراثا ثقافيا عريقا. وأشار المصدر ذاته، إلى أن المشاركين في هذه الندوة العلمية بحثوا عدة مواضيع منها بالخصوص، تاريخ قبيلة "تركز" والدور العلمي الذي لعبته في رباطاتها، وعلاقة هذه القبيلة بالقبائل الأخرى، ومفهوم القبيلة ومسار نشأتها، وما هي القبيلة الصحراوية، وإشكالية بنية القبيلة الصحراوية ومنظومتها الاجتماعية المرتكزة على العرف، ودور جمعيات المجتمع المدني في البحث في الذاكرة التاريخية. وقد تضمن برنامج فعاليات الموسم الديني لقبيلة "تركز" ، الذي نظمته مؤخرا، جمعية الخنكة لحماية وتثمين الموروث الثقافي والديني بدعم من المجلس الإقليمي لأسا الزاك والمجلس الجماعي لعوينة الهنا، تحت شعار "حاضرة الركاز.. تاريخ وتراث"، مجموعة من الأنشطة منها ألعاب في الفروسية التقليدية ومعرض للصناعة التقليدية وآخر للصور الفوتوغرافية تعرف بقبيلة تركز وتاريخها، إضافة إلى تنظيم أمسية دينية وأخرى فنية.