الموسم الديني السنوي لزاوية أسا أقيمت مؤخرا فعاليات الموسم الديني السنوي لزاوية أسا تحت شعار"التراث الحضاري والروابط الروحية المغربية الإفريقية في خدمة القضية الوطنية والتنمية المستدامة". وتكتسي هذه التظاهرة الروحية، التي نظمتها جمعية مهرجان آسا للتنمية والتواصل، أهمية ثقافية وتاريخية وحضارية، كما تشكل مناسبة للتعريف بتاريخ المنطقة وإبراز ما تزخر به من تراث متعدد الروافد واستحضار المكانة الدينية والعلمية لزاوية آسا باعتبارها منارة دينية ساهمت في ترسيخ قيم المواطنة ونشر العلم والمعرفة. وتميز اليوم الأول من فعاليات هذا الموسم الذي حضره والي جهة كلميمالسمارة عامل إقليمكلميم محمد علي العظمي، وعامل إقليم آسا-الزاك الحسن صدقي وعدد من الفعاليات المحلية ورؤساء المصالح الخارجية والمنتخبين، بافتتاح معرض ضم ابداعات صناع تقليديين في حرف متعددة من جهة كلميمالسمارة وأقاليم العيون وتارودانت والخميسات، والمنتجات الفلاحية للتعاونيات والجمعيات، ولاسيما العسل وحليب النوق والتمور ومشتقاتها وزيت الأركان والكسكس التقليدي بمختلف انواعه و"المكلي" والحناء ومشتقاتها ومشتقات الصبار، فضلا عن فضاء خاص بالابل. وقام والي الجهة والوفد المرافق له بمناسبة حفل افتتاح هذه التظاهرة بزيارة عبر الخيام الموضوعاتية التي أقيمت بهذه المناسبة والتي تجسد بعض العادات الشعبية المترسخة في ذاكرة إنسان الصحراء والمرتبطة على الخصوص بطقوس الزواج والطب التقليدي والألعاب الشعبية والمطبخ الصحراوي. وتضمن برنامج هذه التظاهرة التي نظمت على مدى خمسة أيام بتنسيق مع المجلس الإقليمي لأسا الزاك، وبلدية أسا، وفعاليات المجتمع المدني، وبدعم من عمالة الإقليم، ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب، إحياء لذكرى المولد النبوي الشريف، تنظيم ندوة علمية في موضوع "دور الزوايا في التأطير العلمي والجهادي لأهل الصحراء: زاوية أسا نموذجا " ودورة تكوينية لفائدة فعاليات المجتمع المدني في مجال تنمية القدرات الذاتية وإجراء مسابقة في الشعر الحساني. كما تم في إطار هذا المهرجان، الذي عرف حضور منشدين وطنيين وأفارقة، إقامة ليالي المديح والسماع وتنظيم مسابقة في قراءة القرآن وتجويده ويوم دراسي في موضوع " دور الاعلام في خدمة انفتاح المغرب على عمقه الاقريقي". وعرفت فقرات الموسم أيضا إلى جانب تنظيم خيمة الشعر اقامة فضاء للأطفال وتنظيم عروض في الفروسية التقليدية واستعراض لفرق الهجن وعملية إعذار جماعية. وتوجت هذه التظاهرة الدينية السنوية بإقامة شعيرة "النحيرة"، في جو امتزج فيه الجانب الروحي بالمعطى التراثي ذي البعد الإنساني. وحسب المنظمين فإن هذا الموسم الديني، الذي اجتمعت فيه القبائل الصحراوية بمدينة أسا، حاضرة إقليم أسا الزاك، يشكل موعدا سنويا لتجديد البيعة للسدة العالية بالله، والتأكيد مجددا على وحدة الصف والارتباط الاجتماعي والثقافي لهذه القبائل من أجل الدفاع عن المقدسات الوطنية.